بتاريخ 15 تشرين الثاني/نوفمبر 2017 ، شنت قوات النظام السوري وحلفائه سلسلة هجمات وحشية على مناطق وبلدات في الغوطة الشرقية، استهدفت فيها تجمعات للمدنيين مثل الأسواق الشعبية والمدارس ومنازل المدنيين، استخدمت فيها أسلحة محمّلة بالمواد الحارقة والقنابل العنقودية وغيرها من الأسلحة.
وكانت الدول الراعية لمحادثات الآستانة (روسيا وتركيا وإيران) قد وقّعت بتاريخ 4 أيار/مايو 2017 مذكّرة تفاهم لإقامة مناطق “خفض تصعيد” في سوريا، حيث شملت تلك المناطق كلاً من الغوطة الشرقية في ريف دمشق، ومحافظة إدلب وبعض أجزاء شمال محافظة حمص، إضافة إلى بعض أجزاء المحافظات المتاخمة لها (اللاذقية، وحماة، وحلب) وبعض أجزاء جنوب سوريا، وكان من أبرز بنودها وقف الأعمال العدائية بين الأطراف المتصارعة وتوفير الظروف لإيصال المساعدات الطبية. وبتاريخ 22 تموز/يوليو 2017 قام “جيش الإسلام” بالتوقيع على هذه الاتفاقية، ثم تبعه فصيل “فيلق الرحمن” بتاريخ 18 آب/أغسطس 2017. وبالرغم من أنّ هذه الاتفاقية شملت الغوطة الشرقية، إلاّ أنّ القصف لم يتوقف ولم يتم رفع الحصار المفروض منذ سنوات عديدة. وكانت “حركة أحرار الشام الإسلامية” قد أعلنت بدء معركة السيطرة على إدارة المركبات العسكرية في حرستا تحت اسم “بأنّهم ظلموا” وذلك بتاريخ 14 تشرين الثاني/نوفمبر 2017.
وخلال الحملة العسكرية الأخيرة من قبل قوات النظام، تمّ قصف ما لا يقل عن (9) مدارس موزعة ما بين مناطق مسرابا وعربين وكفربطنا ودوما، أسفرت تلك الهجمات عن مقتل ما لا يقل عن خمسة أطفال “تلاميذ” وإصابة العديد منهم. هذا عدا عن تدمير البنية التحتية لهذه المدارس. وبتاريخ 27 تشرين الثاني/نوفمبر 2017 قام الطيران الحربي السوري بقصف سوق شعبية في مدينة دوما، حيث قُتل فيها ما لا يقل عن سبعة مدنيين وأصيب العشرات بجروح، وقام الطيران أيضاً بقصف سوق شعبية آخر في مدينة مسرباً في اليوم نفسه.
يذكر أنّ قوات النظام قد أطبقت حصارها على الغوطة الشرقية منذ شهر نيسان/أبريل 2017 وذلك بعد أن أغلقت جميع الطرقات والمنافذ المؤدية إلى الغوطة. ويبلغ حالياً عدد المحاصرين الموجودين في هذه المنطقة 367,075 ألف شخص. وقد دخلت قافلة مساعدات إلى الغوطة الشرقية بتاريخ 12 تشرين الثاني/نوفمبر 2017 محمّلة بحوالي (4300) سلة غذائية، تكفي بالكاد لـ (25000) عائلة لمدّة لا تتجاوز خمسة أيام فقط. يذكر أن آخر قافلة مساعدات دخلت بتاريخ 28 تشرين الثاني/نوفمبر 2017 محمّلة بكمية محدودة من المواد الغذائية وأدوية لمعالجة مصابي سوء التغذية وحسب مصادر فأنه سيتم توزيعها على 7200 شخص فقط في منطقة المرج.
ونتيجة لذلك، يعيش المدنيون المحاصرون في الغوطة الشرقية اليوم ظروفاً إنسانية بالغة الصعوبة وسط انعدام أهم مقومات الحياة، وفي ظل شح وغلاء خيالي لأسعار المواد الغذائية إن وجدت، وهو ما يهدد بخطر انتشار سوء تغذية واسع النطاق بين المدنيين ولا سيما الأطفال.
إنّ المنظمات الموقعّة على هذا البيان تدين بشدّة جريمة الحصار المفروض على مدن وبلدات الغوطة الشرقية، وتطالب بفك هذا الحصار بشكل كامل والسماح بوصول المساعدات الإنسانية فوراً. كما تطالب المنظمات الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي بتحمل مسؤولياتهما في هذا الصدد. كما تطالب المنظمات الموقعة على هذا البيان جميع أطراف النزاع بوقف هذه الهجمات فوراً والامتناع عن استهداف المدنيين والتجمعات السكنية، وضمان حماية جميع المدنيين بمن فيهم ضحايا قذائف الهاون في العاصمة دمشق.
المنظمات الموقعة:
- إميسا
- بيتنا سوريا
- بيل – الأمواج المدنية
- حراس الطفولة
- الدفاع المدني السوري
- دولتي
- سوريون من أجل الحقيقة والعدالة
- الشبكة السورية لحقوق الإنسان
- فزعة
- فكر و بناء
- المركز السوري للإعلام وحرية التعبير
- مركز توثيق الانتهاكات في سوريا
- مكتب التنمية المحلية ودعم المشاريع الصغيرة
- منظمة أورنامو
- مؤسسة اليوم التالي
- النساء الآن