الرئيسية صحافة حقوق الإنسان توقيف عدد من العاملين في المؤسسات التعليمية في مدينة دوما على يد عناصر من جيش الإسلام

توقيف عدد من العاملين في المؤسسات التعليمية في مدينة دوما على يد عناصر من جيش الإسلام

التوقيف حدث بعد اتهام العاملين على رعاية حفل "مختلط" تكريماً للمتفوقين في الغوطة الشرقية

بواسطة wael.m
334 مشاهدة هذا المنشور متوفر أيضاً باللغة: الإنجليزية حجم الخط ع ع ع

في صبيحة يوم الأحد الموافق 27 آب/أغسطس 2017، أقدم عناصر من المكتب الأمني التابع لجيش الإسلام) أحد فصائل المعارضة المسلّحة المسيطرة على مناطق في ريف دمشق – الغوطة الشرقية) في مدينة دوما بريف دمشق، على توقيف ثلاثة شخصيات بارزة في مديرية التربية والتعليم (التابعة للحكومة السورية المؤقتة-التابعة للإئتلاف السوري لقوى الثورة والمعارضة) وهم (عدنان السليك؛ مدير التربية، وياسربرخش؛ رئيس دائرة التوجيه والمناهج، ومنير عبد العزيز؛ مدير العلاقات العامة)، حيث تم ذلك تحت ذريعة سماحهم بالاختلاط بين الطلاب والطالبات في حفل تكريم المتفوقين الذي أقيم بتاريخ 26 آب/أغسطس 2017، والذي رعته مديرية التربية والتعليم في ريف دمشق والحكومة السورية المؤقتة.

ووفقاً لمراسل سوريون من أجل الحقيقة والعدالة، فقد تم توقيف كلٍ من مدير التربية عدنان السليك ومدير العلاقات العامة منير عبد العزيز مدة ست ساعات، ليفرج عنهما لاحقاً في نفس اليوم، لكن بعد تعهدهما بالانصياع المطلق لسلطة جيش الإسلام، وعندما رفض رئيس دائرة المناهج ياسر برخش التعهد بذلك، استمر توقيفه حتى مساء يوم الاثنين  الموافق 28 آب أغسطس 2017، ولم يطلق سراحه إلا بوساطة.

 

المفرج عنه عدنان السليك تحدث لسوريون من أجل الحقيقة والعدالة، حول مجريات التحقيق معه ومع زملائه، مؤكداً على أنهم تعرضوا للضغط النفسي والإساءة بألفاظ مهينة من قبل أمن جيش الإسلام، حيث قال:

"بدايةً وجهوا لنا تهمة السماح بالاختلاط بين النساء والرجال في الحفل، فذكرنا لهم أن عدد من أعضاء المكتب السياسي التابع لجيش الإسلام كانوا حاضرين، وأن الحفل أقيم بموافقة المعنيين من جيش الإسلام وبعد اطلاعهم على ترتيبات الحفل، فاستمر السجال بيننا وبين المحققين إلى أن قدموا لنا ورقة تعهد تضمنت عدداً من البنود، تدور حول عدم تهميش جيش الإسلام في أنشطتنا وفعالياتنا، كما طلبوا منا التوقيع عليه مقابل الإفراج عنا، بادرتُ إلى التوقيع على ذاك التعهد أنا والأستاذ منير-مدير العلاقات العامة- نتيجة الضغط النفسي الذي تعرضنا له، أما الأستاذ ياسر-رئيس دائرة المناهج- رفض ذلك قائلاً: لم أرتكب ما يتطلب مني التعهد ولذلك بقي موقوفاً إلى أن تم الإفراج عنه في اليوم التالي."

 

وفي يوم الاثنين الموافق 28 آب/أغسطس 2017، أعلن موظفو مديرية التربية والتعليم في مدينة دوما إضرابهم عن العمل، وذلك تعبيراً عن غضبهم ورفضهم لأي انتهاك يطال المؤسسات التعليمية والقائمين عليها، واستمر الاضراب حتى نهاية الدوام الرسمي في ذات اليوم دون أن يُؤتي نتائج تذكر، فماكان من المحتجين إلا الاعتصام في مكتب نائب رئيس الحكومة المؤقتة السورية أكرم طعمة، وخلال الاعتصام تم تشكيل وفد يضم عدد من الشخصيات التربوية ونائب رئيس الحكومة السورية المؤقتة، ثم توجهوا للقاء قيادة جيش الإسلام، وبعد جلسة مطولة بين الطرفين خلص المجتمعون إلى الاتفاق على توقيع مذكرة تفاهم بين جيش الإسلام والمكاتب الأمنية التابعة له من جهة، والمؤسسات التعليمية والمدنية من جهة أخرى، حيث تعهد جيش الإسلام بعدم التعرض للطرف الآخر، كما تعهد بالإفراج عن رئيس دائرة المناهج ياسر برخش، والذي تحدث لسوريون من أجل الحقيقة والعدالة عقب الإفراج عنه قائلاً:

"كانوا يمارسون الضغط علي لتوقيع التعهد الذي تضمن الانصياع الكامل لسلطة جيش الإسلام، وتفاوتت وسائلهم بين اللين تارة والشدة تارة أخرى، وفي صبيحة يوم الاثنين ازدادت حدة الضغط علي، فعلمت أنهم يواجهون غضباً شعبياً من قبل العاملين في المجال التربوي، إلى أن أفرج عني لاحقاً في ذات اليوم."

 

ومن الجدير ذكره أن القائمين على الحفل وعلى رأسهم رئيس دائرة التوجيه والمناهج  ياسر برخش، كانوا قد أطلعوا المكتب الأمني التابع لجيش الإسلام في مدينة دوما على برنامج الحفل وفعالياته قبيل إقامته، كما أنهم حصلوا على موافقة من رئيس "الهيئة الشرعية" لجيش الإسلام زكوان منور، إلا أن ذلك لم يكن حائلاً دون تعرضهم للمساءلة.

 

منشورات ذات صلة

اترك تعليقاً

* By using this form you agree with the storage and handling of your data by this website.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك عدم المشاركة إذا كنت ترغب في ذلك. موافق إقرأ المزيد