في صبيحة يوم الأربعاء الموافق 30 آب/أغسطس 2017، قضى (12) مدنياً وجُرح (27) آخرين، وذلك إثر انفجار لغمين أرضيين كانا مزروعين على الحدود الإدارية بين محافظتي الحسكة ودير الزور (قبل معبر أبو خشب بحوالي كيلو متر واحد). وانفجر اللغمان أثناء مرور مجموعة من النازحين الفارين من مناطق سيطرة التنظيم الذي يطلق على نفسه اسم الدولة الإسلامية والمعروف باسم تنظمي "داعش" في محافظة دير الزور. ووفقاً لمراسل سوريون من أجل الحقيقة والعدالة، فقد تم إنشاء معبر أبو خشب من قبل قوات سوريا الديمقراطية بتاريخ 5 أيار/مايو 2016، وذلك عقب سيطرتها على بلدة الشدادي وإخراجها من يد تنظيم الدولة الإسلامية بتاريخ 21 شباط/فبراير 2017، كما تم إنشاء هذا المعبر من أجل استقبال النازحين من مناطق البوكمال والميادين التابعة لمحافظة دير الزور.
عبد الخليف شلاش أحد أبناء محافظة دير الزور، وهو أحد الجرحى الذين أصيبوا في تلك الحادثة، وتلقوا العلاج في مشفى الحسكة الخاص في مدينة الحسكة، تحدث لسوريون من أجل الحقيقة والعدالة حول ماجرى قائلاً:
"في الساعة السابعة صباحاً من يوم الثلاثاء 29 آب/أغسطس 2017، هربتُ مع عائلتي من مدينة البوكمال في محافظة دير الزور، بعدما اشتدت المعارك بين عناصر داعش وقوات من النظام السوري، ومشينا مسافة تقدر ب (2) كم، إلى حين وصولنا إلى الطريق المؤدي إلى "معبر أبو خشب" والذي يصل محافظة دير الزور مع مناطق سيطرة الإدارة الذاتية في محافظة الحسكة، وقبل وصولنا إلى المعبر بحوالي كيلومتر واحد تفاجأنا بالانفجار الأول وكانت الساعة حينها حوالي (2:00) بعد متصف الليل، ثم تلاه الانفجار الثاني، حيث كان هناك العديد من الأشخاص وهم يلفظون أنفاسهم الأخيرة، وفي حوالي الساعة (6:30) صباحاً، باشرت قوات الأسايش بجلب سيارات إسعاف ونقل ما أمكن من الجرحى، أما من قتل فقد ترك مكانه نظراً لقلة عدد السيارات."
وفي شهادة أخرى، قال أحد الجرحى ممن رفض الكشف عن اسمه الصريح لأسباب أمنية، بأن قوات الأسايش التابعة لقوات سوريا الديمقراطية قامت بإسعافهم إلى مشفى الحكمة الخاصة داخل مدينة الحسكة، ومنعتهم الخروج من المشفى إلا بموافقتها، كما أشار إلى أن الإسعافات والعلاج تمت بشكل مجاني ودون أي مقابل، منوهاً إلى أن الجرحى لم يعلموا إن كانت المشفى أو قوات الأسايش هي من قامت بدفع تكاليف علاجهم.
وفي سياق متصل أعلن المتحدث الرسمي باسم "قوات الأسايش" التابعة للإدارة الذاتية "علي الحسن"، في بيان نشره على حساب الفيس بوك الخاص لقوات الأشايش، مقتل (10) أشخاص بينهم نساء وأطفال، وإصابة أكثر من (25) آخرين نتيجة انفجار لغميين أرضيين بهم، وذلك خلال طريق هروبهم من مناطق سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية أو مايعرف باسم تنظيم"داعش" بتاريخ 30 آب/أغسطس 2017.
وبدوره استطاع مراسل سوريون من أجل الحقيقة والعدالة توثيق أسماء عدد من الجرحى المدنيين النازحين، الذين تعرضوا لانفجار اللغمين الأرضيين، ثم تم نقلهم إلى مشفى الحسكة الخاص في مدينة الحسكة.
صور خاصة بسوريون من أجل الحقيقة والعدالة، تبين أسماء الجرحى الذين أصيبوا جراء انفجار لغمين أرضيين خلال رحلة نزوحهم من مناطق سيطرة داعش في مدينة دير الزور، إلى مناطق سيطرة الإدارة الذانية، وقد كان ذلك بتاريخ 30 آب/أغسطس 2017.
ومن الجدير ذكره أن الحدود الإدارية بين محافظتي دير الزور والحسكة تعد منطقة مليئة بالألغام التي قام تنظيم الدولة الإسلامية بزرعها، وذلك حينما كان مسيطراً في الأعوام السابقة على مناطق جبل عبد العزيز غربي مدينة الحسكة ومناطق الشدادي ومركدة جنوبي الحسكة، حيث لقى العديد من المدنيين الهاربين من بطش المعارك حتفهم جراء ذلك، لكن حتى الآن لا تتوافر معلومات دقيقة ورسمية عن أعداد أولئك القتلى.