الصحفي برزان لياني (برزان حسين رمضان) من مواليد كركي لكي/معبدة العام 1975، متزوج ولديه أربعة أطفال، بدأ مسيرته الصحفية بالعمل ضمن عدّة مواقع كردية منها (ولاتي نت)، كما عمل مع جهات إعلامية أخرى مثل فضائية (كلّي كردستان) ومؤخراً عمل مع قناة "زاغروس" الكردية ضمن فريق برنامج (آرك)، وهو عضو في "اتحاد كتاب كوردستان سوريا".
بتاريخ 13 أيار/مايو 2017 اتجه برزان لياني إلى مدينة رميلان مستقلاً سيارته وذلك في حوالي الساعة الثانية عشر ظهراً، وذلك بعد انقطاع شبكات الإنترنت والهاتف في كركي لكي/معبدة، حيث أراد التواصل مع ابنه المقيم في كردستان العراق، ولكن برزان لم يعد إلى منزله في ذلك اليوم ولاحظ ذووه مرور أربع ساعات متتالية دون أيّة أخبار عنه، مستغربين ذلك لتعلقه الشديد بعائلته وبناته الصغار وعدم ابتعاده عنهم لفترات طويلة عادة.
وبحسب "محمود لياني" القيادي في حركة شباب الكرد، وعمّ الصحفي المختفي "برزان لياني" [1]فقد أخبر شهود عيان العائلة بعد ذلك أن استخبارات قوات الأسايش التابعة للإدارة الذاتية قد قامت باعتقال برزان في المدخل الجنوبي لمدينة رميلان وساقته إلى مكان مجهول داخل مدينة رميلان نفسها.
بعد ذلك بدأت محاولات عديدة لمعرفة مكان ومصير برزان سواء من قبل الأهالي أو من قبل أشخاص مقربين من حزب الاتحاد الديمقراطي، وبالفعل كان هنالك تأكيد في البداية على وجود برزان لديهم، دون السماح بزيارته، حيث لم يسمح لزوجته وابنه الصغير في الأيام الأولى لاعتقاله من زيارته وكان الرد من قبل سلطات الإدراة الذاتية أنّه عائد إلى منزله قريباً، وأن لديهم بعض الاستفسارات التي يجب عليه الإجابة عنها دون وجود أي تهمة ضدّه.
وقبل وقوع الحادثة بحوالي شهر، كان برزان في زيارة شخصية إلى كردستان العراق، (وليست زيارة عمل)، وعند محاولته العودة من خلال معبر "سيمالكه" تمّ منعه من دخول سوريا، إلا أنه عاد بعد يومين بعد أن وجد طريقة أخرى "تهريب".
مرّ أكثر من شهرين على اعتقال برزان، ولم تفلح محاولات الأهل بمعرفة مكانه بدقة، فبعد أن صرّحت سلطات الإدارة الذاتية بوجوده في مدينة الرميلان تم لاحقاً إخفاء مكان تواجده بشكل كامل.
وفي تاريخ 16 تمّوز/يوليو 2017 وبعد محاولات حثيثة للضغط على السلطات من خلال المنظمات الحقوقية والدولية، استطاع كل من والده وزوجته وابنه وابن عمّه زيارته وذلك في مكان الاحتجاز "نافكريه" بمدينة القامشلي، أثناء جلسات المحاكمة بعد أن سمح لهم القاضي برؤيته لدقائق معدودة تمكن برزان خلالها من تقديم ملّخص عن وضعه حيث أخبرهم أنّه اعتقل لمدّة عشرة أيام فقط في مدينة رميلان، بينما أمضى حوالي (37) يوماً في زنزانة منفردة بمكان احتجاز آخر يقع في مدينة ديريك/المالكية وبعد ذلك تمّ تحويله إلى مكان الاحتجاز "نافكريه" في القامشلي. وقد لاحظ أهالي برزان الآثار النفسية الكبيرة للاحتجاز عليه بالإضافة لخسارته الكثير من وزنه خلال الأشهر التي تم احتجازه فيها. علماً أنّه لم يكن يعاني من أمراض قبل الاعتقال.
يقول عم برزان، واصفاً الحالة النفسية التي مرّت فيها عائلة برزان:
"قبل أن يكون برزان صحفياً أو ناشطاً، هو زوج وأب لأطفال صغار، ومعروف لدينا جميعاً مدى تعلّق برزان بأطفاله وتعلّقهم به، ولم يحدث أن غاب برزان عن بيته أكثر من يومين أو ثلاثة، وتمّر فتياته الصغار بوضع نفسي صعب خاصة بعد مرور شهر رمضان الكريم وقضائهم فترة العيد ووالدهم متحجز."
ولم تتمكن سوريون من أجل الحقيقة والعدالة، من الوقوف على الأسباب التي أدت إلى احتجاز الصحفي بزران لياني من قبل سلطات الإدارية الذاتية.
[1] تم إجراء اللقاء بواسطة الانترنت بتاريخ 18 تمّوز/يوليو 2017.