عمر محمود بكرو، من مواليد مدينة دمشق منطقة الشاغور، متزوّج ولديه ثلاثة أولاد، مزدوج الجنسية، فهو يحمل الجنسيّتين السوريّة والروسيّة، وكان يعمل بالتجارة والتصدير بين روسيا وسوريا، ويسكن في مدينة ببّيلا بريف دمشق.
خلال شهر آذار/مارس من العام 2014 تمّ اعتقاله هو وحوالي (800) شخص آخرين، من قبل حاجزٍ في مدينة ببّيلا في ريف دمشق، وذلك بحسب أحد أفراد عائلته الذي أدلى بشهادته[1] إلى سوريّون من أجل الحقيقة والعدالة، والذي أضاف أنّ الحاجز كان يتبع لأحد الميليشيات العراقية، وأنّهم قاموا بعمليّة الاعتقال العشوائيّة هذه ولا يزال مصير هؤلاء الـ800 بالإضافة إلى عمر مجهولاً إلى حدّ الآن.
وبحسب عائلة عمر فإنّ أحد ضبّاط فرع فلسطين ويدعى العقيد "بسّام طالب" طالب بالمعتقلين وتّم نقلهم إلى فرع فلسطين (الفرع 235) لثلاثة أشهر، ثمّ تمّ نقلهم إلى الفرع 215 الذي يتبع لجهاز الأمن العسكريّ لثلاثة أشهر أخرى، وبعدها تمّ نقلهم إلى عدّة أفرع عسكريّة وهنا فقد أهل عمر أيّ أثرٍ له، حيث كانوا يحاولون تتبّع تنقلاته بين الأفرع عن طريق عملية "التفييش" أي البحث عن الشخص عن طريق بياناته الشخصيّة في قواعد بيانات أجهزة الأمن، الأمر الذي كان ذو كلفة عالية حيث تقدّر تكلفة عمليّة "التفيّيش" الواحدة بما يقارب الـ1000$ دولار أمريكي، وكان الأهل على تواصلٍ دائمٍ مع الكثير من أهالي الضحايا المختفين الـ800 الذين اختفوا مع عمر في الوقت ذاته، وحاولوا التنسيق فيما بينهم ولكنهم توصّلوا إلى نفس النتائج.
كان عمر هو المعيل الأساسي لعائلته، حيث ترك باختفائه أولاده دون أيّ مصدر رزقٍ آخر، ولكن بحسب أهل عمر فإنّ الأثر الماديّ لا يعتبر شيئاً مقارنة بالأثر النفسي الذي خلّفه اختفاؤه، فهم لايعرفون عنه أي شيء، حيث يقول أحد أفراد عائلته في هذا الصدد:
"لا نعرف عن عمر أيّ شيء، ينتابنا الأمل أحياناً بلقائه، ولكن سرعان ما تلحقه الخيبة لعدم معرفة مصيره أومعرفة أيّ معلومة عنه، نريد أن نعرف عنه أيّ شيء، أيّ شيء، هل هو ما زال على قيد الحياة أم مات؟ هل هو يتعرّض إلى التعذيب الآن؟ هل هو بخير؟ أم ماذا؟".
[1] تمّ إجراء المقابلة في تاريخ 14 تمّوز/يوليو من العام 2017 عن طريق الإنترنت.