الرئيسية قصص مكتوبة “السلمية فقط ولا شيء سواها”

“السلمية فقط ولا شيء سواها”

قصة الناجي الطبيب جلال نوفل

بواسطة wael.m
211 مشاهدة تحميل كملف PDF هذا المنشور متوفر أيضاً باللغة: الإنجليزية حجم الخط ع ع ع

ملخص تنفيذي: عندما تجلس مع جلال فإن أول ما يثير إعجابك فيه تلك الطاقة الشبابية التي يتمتع بها رجل تجاوز الخمسين من عمره، وعندما تبدأ الإصغاء إلى كلامه سرعان ما تجذبك حماسته الممزوجة بأفكاره النقية. إنه “جلال نوفل” الذي أكمل دراسة الطب البشري واختص كطبيب نفسي بعد أن أمضى ثمان سنوات ونصف في سجون متعددة إبان حكم “حافظ الأسد” للسلطة في سوريا، وهو الناجي من أربعة اعتقالات متكررة لنشاطه خلال الثورة السورية ودفاعه عن مكوناتها السلمية.  

بدأ جلال حياته الذهنية بالاطلاع مبكراً على أدبيات الثقافة  الشيوعية وما لبث أن كرس أغلب وقته للعمل ضمن أحزابها وكوادرها النشطة، اعتقل في العشرين من عمره على إثر نشاطه مع “حزب العمل الشيوعي” وإيمانه بمنطلقاته ومبادئه الثورية، لكن سنوات سجنه الطويلة أكسبت وعيه الفكري أبعاداً أكثر عمقاً  فتوجه نتيجة تأملاته الشخصية وملاحظاته المباشرة لمفرزات الواقع آنذاك للبحث عن وسائل ناجعة  للعمل الثوري. آمن بعد “انتفاضة الشعب الأولى” أن العنف لا يمكن له إحداث التغيير، فاطلع على ثقافات وتجارب متعددة  رسخت أكثر توجهاته نحو استخدام الوسائل السلمية و “ثقافة اللاعنف” كأدوات للتغيير الآمن.

ومع انطلاقة الثورة في سوريا ونداءاتها الأولى بالحرية والكرامة كان جلال حاضراً بعمله حاملاً معه تلك الأفكار المبتكرة لاستمرار الأشكال السلمية للتعبير عن “انتفاضة الشعب الثانية”، اعتقله “فرع أمن الدولة” مع اللافتة التي كان يرفعها في تظاهرة “عرنوس” السلمية دون أن يقاوم عناصر الأمن أو يهرب منهم لإيمانه أن شعار “لا للطائفية ونعم للديمقراطية” ليس جرماً يُخشى الهروب من عواقبه.    

لم ينسى جلال مهنته الانسانية كطبيب فشارك بتأسيس “تنسيقية أطباء دمشق” لمعالجة جرحى المظاهرات السلمية والتي كانت سبباً لاعتقاله الثاني من قبل “فرع المخابرات الجوية” والذي شهد فيه ثلاث حالات وفاة ناتجة عن التعذيب الجسدي المباشر.

ورغم تعرضه شخصياً لتعذيب شديد إلا أن ذلك لم يثنه عن إيمانه بأهمية استمرار أشكال التعبير السلمية المرافقة لثورة الشعب، فعمل بعد اطلاق سراحه بالتنسيق مع “تجمع الشباب السوري الثائر” على إعادة إحياء الحراك المدني السلمي في دمشق من خلال توزيع مكبرات الصوت “السبيكرات” التي تصدح بأغاني الثورة وشعاراتها الأولى على مناطق متعددة من المدينة. وكان ذلك سبب اعتقاله الأطول والأكثر رعباً، حيث رأى الموت أمام عينيه في الفرع “215” التابع للمخابرات العسكرية وهي الجهة التي اعتقلته والتي شهد فيها على حوادث تعذيب وقتل عديدة إضافة لمعاينته المآسي التي يتعرض لها مجمل المعتقلين فيه.

خرج جلال من أكثر الأفرع الأمنية هشاشة وسوءاً سالماً بجسده ليعود بعد شهر معتقلاً للمرة الرابعة لدى “فرع أمن الدولة” ولكن “صدفة” هذه المرة. بعدها قرر مغادرة البلاد ليتوجه إلى إحدى دول اللجوء لكن روحه أبت الابتعاد عن واقع السوريين وآلامهم فعاد إلى تركيا – وتحديداً أكثر مدنها تواجداً للسوريين- ليكمل مسيرته كطبيب للصحة النفسية.

لقراءة هذه القصة/الشهادة كاملة وتحميلها كملف يرجى الضغط على هذا الرابط.

منشورات ذات صلة

اترك تعليقاً

* By using this form you agree with the storage and handling of your data by this website.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك عدم المشاركة إذا كنت ترغب في ذلك. موافق إقرأ المزيد