الرئيسية تحقيقات مواضيعية تقرير خاص عن مركز الاحتجاز “حميدة الطاهر” في محافظة درعا

تقرير خاص عن مركز الاحتجاز “حميدة الطاهر” في محافظة درعا

"ناجون يروون قصص مرعبة عن انتهاكات فظيعة داخل أقبية هذا المركز"

بواسطة wael.m
911 مشاهدة تحميل كملف PDF هذا المنشور متوفر أيضاً باللغة: الإنجليزية حجم الخط ع ع ع

مقدمة: تعجّ محافظة درعا، كما معظم المحافظات السوريّة الأخرى بمراكز احتجاز سرّية وعلنية، يقبع داخلها عشرات آلاف المعتقلين تعسفاً و/أو من المختفين قسراً، هذا عدا عن آلاف الحالات التي قضت في مراكز الاحتجاز هذه نتيجة التعذيب وسوء المعاملة و/أو ممن قضت نتيجة الإهمال الصحي والأمراض الكثيرة المنتشرة وخاصة الجلدية منها.

وبالرغم أن الجيش النظامي السوري يسيطر على جغرافية صغيرة نسبياً من جغرافية محافظة درعا، إلاّ أنّ هذه الجغرافية تتميز في الوقت نفسه بوجود مكثف للحواجز الأمنية والعسكرية مقارنة مع أعداد الحواجز في محافظات أخرى. حيث تسيطر قوات الحكومة السورية في محافظة درعا على كامل الاتستراد الدولي الذي يربط دمشق العاصمة بمحافظة درعا، كما يسيطر بالإضافة إلى ذلك على أغلب القرى والبلدات الواقعة على جانبي هذا الطريق السريع، ابتداءاً من مدينة جباب شمالاً ووصولاً إلى مركز المحافظة في منطقة درعا المحطة جنوباً، ورغبة في "تأمين" هذا الطريق عسكرياً من قبل الجيش النظامي والأجهزة الأمنية –والذي يعتبر طريق الإمداد الوحيد من دمشق- قامت الحكومة السورية بوضع العديد من الحواجز الأمنية عليه، وألحقتها بإنشاء عشرات المراكز الأمنية ومراكز الاحتجاز المؤقتة في المناطق المتبقية الخاضعة لسيطرته، وعبر مسح دقيق عن طريق الباحث الميداني لسوريون من أجل الحقيقة والعدالة تمّ معرفة عدد من هذه المراكز والأماكن منها:

  1. فرع الأمن العسكري في مدينة الصنمين (تابع للفرع الرئيسي في مدينة درعا).

  2. فرع الأمن العسكري في مدينة إزرع (تابع للفرع الرئيسي في مدينة درعا).

  3. فرع أمن الدولة في مدينة إزرع (تابع للفرع الرئيسي في مدينة درعا).

  4. فرع الأمن السياسي في مدينة إزرع (تابع للفرع الرئيسي في مدينة درعا).

  5. فرع الأمن العسكري في مدينة درعا.

  6. فرع الأمن السياسي في مدينة درعا.

  7. فرع المخابرات الجوية في مدينة درعا.

  8. فرع أمن الدولة في مدينة درعا.

  9. حاجز الشرع ويُعرف أيضاُ باسم "حاجز مغسلة الشرع" وهو يقع بعد مدينة خربة غزالة باتجاه مدينة درعا بحوالي (11) كم وقد تمّ وضعه تقريباً على مدخل مدينة درعا للقادمين من الطريق الدولي الوحيد إلى المدينة (طريق دمشق-درعا) مروراً بخربة غزالة، ويعتقد نشطاء المنطقة أنّه أحد أول الحواجز التي وضعها منذ بداية انطلاق الانتفاضة السورية في أذار/مارس 2011 (حيث تمّ وضعه في اليوم أو الثاني أو الثالث). كان عناصر من الجيش النظامي السوري فقط يتمركزون حول الحاجز في البداية، ولكن بعد إعادة السيطرة على مدينة خربة غزالة من قبل الجيش النظامي السوري بتاريخ 12 أيار/مايو 2013 تواجدت فيه عناصر تابعة لأفرع أمنية أخرى مثل الأمن العسكري وغيره من الأفرع الأمنية السورية الأخرى، وكان يحتوي الحاجز على قوائم "لمطلوبين" لهذه الأفرع وهو مسؤول عن آلاف الاعتقالات بما فيها اعتقالات لأطفال تحت سنّ الثامنة عشر.

  10. "حاجز الخربة" ويُعرف أيضاً باسم حاجز "خربة غزالة" وهو أيضاً أحد الحواجز التي قام بإنشائها الجيش النظامي السوري في العام 2011، ولكن كما في عدّة حواجز أخرى توسع ليضم عناصر من أفرع أمنية أخرى بالإضافة إلى عناصر الجيش النظامي بعد إعادة السيطرة على مدينة خربة غزالة من قبل الجيش بتاريخ 12 أيار/مايو 2013 ، وهذا الحاجز يعتبر بمثابة المعبر للدخول إلى الريف الشرقي الخاضع لسيطرة فصائل المعارضة السوريّة المسلّحة، ويقوم هذا الحاجز عادة بتحويل المعتقلين إلى مدينة إزرع أو مدينة درعا.

  11. "ملعب البانوراما" في مدينة درعا: خلال السنوات السابقة كان يُعتبر أحد أهم أماكن احتجاز المعتقلين وتعذيبهم، وهو معروف على مستوى سوريا ككل وليس فقط على مستوى مدينة درعا فقط، وقد شهد اعتقال عشرات آلاف المواطنين، وتمّ تحويله لمركز أمني في العام 2011. وتحدّث نشطاء المنطقة عن وجود غرفة عمليات كبيرة للجيش النظامي السوري في الملعب إضافة إلى كونه مكاناً لتجميع الميليشيات الأجنبية التي تقاتل مع الجيش النظامي مثل (قوات حزب الله اللبناني والميليشيات الإيرانية والعراقية وغيرها).

  12. حاجز حميدة الطاهرفي مدينة درعا: وهو مركز احتجاز تم إنشاؤه في كانون الأول/ديسمبر 2011، ويتبع إدارياً لفرع الأمن العسكري في محافظة درعا، ويقع في مكان استراتيجي مهم بالنسبة للجيش النظامي السوري. حيث سنتحدث عنه بشيء من التفصيل في هذا التقرير.

  13. القلعة الأثرية في قرية المسمية: التي حولتها الأجهزة الأمنية السورية إلى مركز احتجاز، ويتبع إدارياً لفرع الأمن العسكري في درعا.

  14. حاجز أمن الدولة: وهو يقع بعد "حاجز الشرع" بحوالي واحد كيلومتر، عند المعهد الهندسي، ومدرسة البرماوي لتعليم قيادة السيارات، وهو يتبع لفرع أمن الدولة، حيث أنّ هنالك دورية تابعة لهذا الفرع تقف من الساعة الثامنة صباحاً وحتى الساعة الواحدة ظهراً فقط ويقوم باعتقالات بحسب القوائم الموجودة لديه.

منهجية التقرير:

اعتمد التقرير في منهجيته على سرد (7) قصص وشهادات مفصّلة لناجين من مركز احتجاز "حميدة الطاهر"، وذلك في فترات زمنية مختلفة. كما قام الفريق القائم على التقرير بتحليل العديد من مقاطع الفيديو والصور، خاصّة تلك المرتبطة بمكان الاحتجاز نفسه أو الأشخاص القائمين عليه، فعلى سبيل المثال استطاعت سوريون من أجل الحقيقة والعدالة الحصول على مقطع فيديو يظهر العديد من العناصر القائمين على الحاجز، وهو فيديو مؤرّخ في شهر تشرين الثاني/نوفمبر 2015. حيث تم ربط وجوه العناصر التي ظهرت في الفيديو مع شهادات الناجين من هذا المكان، وبالمحصلة تمّ تحديد عدد من الأشخاص القائمين على "حاجز حميدة الطاهر".

بالإضافة إلى ذلك أجرى القائمون على التقرير لقاءات مع نشطاء وأشخاص من أهالي المنطقة والمحافظة، وقاموا بإضافة إسهامات مهمّة خاصة تلك المتعلقة بشرح آلية عمل الحاجز والسياق العام للمنطقة.

التحديات والصعوبات:

الخوف من الإدلاء بالإفادات من قبل معتقلين سابقين وناجين من مركز "حميدة الطاهر" كان من أبرز التحديّات التي واجهت فريق العمل القائم على التقرير، وهذا ما دفع بالعديد من الشهود بطلب عدم الكشف عن هويتهم الحقيقية. إضافة إلى ذلك، وعلى مدار عدّة أشهر حاولت سوريون من أجل الحقيقة والعدالة الحصول على شهادات من داخل عناصر الحاجز نفسه "منشقين" لكن دون جدوى. وكان من الصعوبة بمكان إقناع أهالي وذوي الضحايا المفقودين على يد عناصر هذا الحاجز الإدلاء بشهادات أو إفادات حول أبنائهم المفقودين والكشف عن اسمهم خوفا من تصفيتهم داخل المعتقل.

أولاً: حاجز حميدة الطاهر:

"حاجز حميدة الطاهر" وهو حاجز أمني استمّد تسميته من اسم حديقة بجواره، وهي حديقة حميدة الطاهر، تتواجد ضمن مركز مدينة درعا في حي السحاري، وتعود  تسمية هذه الحديقة الى فتاة سوريّة اسمها "حميدة الطاهر" من مواليد مدينة الرقة عام 1968 قامت بتنفيذ عملية انتحارية في جنوب لبنان بالثمانينات أسفرت عن مقتل أكثر من 50 عنصراً من قوات الجيش الإسرائيلي بحسب التقارير التي نشرت حول الحادثة في ذلك الوقت.

تحولت هذه الحديقة في أواخر العام 2011 من مكان للتنزه وفسحة للعب الأطفال إلى مركز أمني بحت، يبث الرعب في قلوب ساكني مدينة درعا والمدنيين القادمين إليها من باقي القرى والمدن والبلدات والمحافظات الأخرى. وبعد إنشاء ذلك الحاجز بفترة وجيزة تم توسعته ليقضم مباني أخرى محيطة به مثل معهد "آفاق التعليمي" والذي تحوّل بدوره إلى المبنى الرئيسي في الحاجز، إضافة إلى أغلب المباني السكنية الأخرى المحيطة به مثل بناء يعود "لآل الموسى"، وبناء يعود "لآل المهدي" وأبنية أخرى كان من بينها منزل سابق لرئيس فرع الأمن السياسي الأسبق في درعا. ويحتوي الحاجز على ما لا يقل من (100) عنصر أمني (ما بين عناصر من الجيش النظامي السوري مثل القوات الخاصة والعناصر الأمنية الأخرى التابعة للأجهزة الأمنية السورية).

وتم نشر عناصر تتبع للحاجز بالقرب من مدرسة النطاقين، ووضعت المتاريس وجهّز بمدافع قصيرة المدى و"مرابض/مقذوفات للهاون" لاستهدف المناطق القريبة منه مثل درعا البلد وطريق السد والقرى الشرقية من مدينة درعا الخاضعة لسيطرة المعارضة السورية.

حاجز "حميدة الطاهر" ليس كغيره من الحواجز الأمنية والعسكرية، فقد "تطور" من كونه حاجزاً أمنياً ليصبح مركزاً أمنياً ضخماً يحتوي على غرف سرية تحت الأرض (في قبو معهد آفاق التعليمي) والذي أصبح مكاناً لممارسة أبشع أنواع التعذيب بحسب الأشخاص الذين تم اللقاء بهم من قبل سوريون من أجل الحقيقة والعدالة.

الصورة التالية مأخوذة من مقطع فيديو كان قد نشره اتحاد إعلاميي مدينة درعا بتاريخ 30 حزيران/يونيو 2013، وتظهر الصورة أحد مباني حاجز "حميدة الطاهر" المستهدفة في حي السحاري بمدينة درعا.

فيما أظهر مقطع فيديو آخر، نشرته "تنسيقية درعا" بتاريخ 12 أيلول/سبتمبر 2013، أحد المباني التي يتمركز فيها حاجز "حميدة الطاهر" في حي السحاري بمدينة درعا ولأول مرة عن قرب. لتحميل الفيديو أو مشاهدته على القناة الخاصّة بالمركز يرجى الضغط على هذا الرابط.

قال المواطن (أحمد. م) [1] أحد سكان حي السحاري لسوريون من أجل الحقيقة والعدالة والذي رفض الكشف عن هويته بسبب المخاطر الأمنية، إنّ خطر الحاجز وانتهاكاته بحق المواطنين ازدادت بعد أن قامت الأجهزة باستقدام تعزيزات بشرية كبيرة إليه، يقدّر عددهم بعشرات الأشخاص، بعضهم من سكان المنطقة وقد جاء بهم النظام-أي سكان المنطقة- لأنّ لديهم القدرة على "تمييز المعارضين للنظام من الموالين له"، وأضاف أحمد:

"تخرج دائماً دوريات من هذا الحاجز الذي يتجاوز عدد العناصر فيه، المئة عنصر، حيث يقومون بمداهمة واقتحام أحياء المدينة دون سابق إنذار، يرافق ذلك اعتداءات على ممتلكات المدنيين سواء السرقات أو التخريب إضافة إلى اعتقال الشباب والنساء بتهم مختلفة. وقد قام عناصر الحاجز بوضع إشارة "الشمع الأحمر" على عدد من منازل المدنيين وهم معروفون بمعارضتهم للنظام مثل منزل جبر المسالمة ومنزل أنور المسالمة ومنزل أمين المسالمة. ونتيجة لهذا الحاجز أصبح السكان غير قادرين على مغادرة الحي أو العودة إليه إلّا من خلال مدخل واحد فقط ويوجد حاجز آخر على هذا المدخل ويحتفظ بمعلومات جميع سكان الحي ويمنعهم من التجوال ما بعد الساعة التاسعة مساءاً لغاية السادسة صباحاً، كما يمنعهم من إدخال أي مواد غذائية أو مواد أخرى زراعية أو صناعية أو قطع إلكترونية إلا بوجود موافقة أمنية."

أصبح "حي السحاري" في درعا أشبه بمعتقل كبير، حيث قامت الأجهزة الأمنية "بترقيم" سكان الحي بدلاً من الأسماء، حيث يعرّف الشخص نفسه من الرقم المنسوب له بدل اسمه الصريح والموجود على الهوية الشخصية.

صورة مأخوذة بواسطة القمر الصناعي تُظهر موقع حديقة "حميدة الطاهر" التي يتواجد بها الحاجز في حي السحاري بمدينة درعا، بالإضافة إلى المباني المحيطة به والتي حولها الجيش النظامي السوري إلى مراكز احتجاز سرية للمعتقلين.

ثانياً: شهادات من معتقلين سابقين على يد عناصر من "حاجز حميدة الطاهر":

استطاعت سوريون من أجل الحقيقة العدالة الوصول إلى العديد من شهود العيان والناجين من عناصر حاجز حميدة الطاهر، حيث وصف الشاب (م. العاسمي) ابن مدينة داعل في محافظة درعا، اللحظات التي سبقت عملية اعتقاله على يد عناصر هذا الحاجز قائلاً:

"بتاريخ 15 كانون الثاني/يناير 2013 كان "سوق الشهداء[2]" مكتظاً بالمتبضعين كغيره من الأيام، وفي حوالي الساعة الحادية عشر صباحاً بدأ الناس يتراكضون مذعورين، وبدأنا نسمع صوت إطلاق رصاص من عناصر يستقلون آليات عسكرية ومدنية، وكان عددها حوالي (15) آلية، حيث قاموا بإغلاق الطرق المؤدية من وإلى السوق ونزل عدد كبير من العناصر وبدأوا بضرب المارة بشكل عشوائي وجمعوا عشرات الشباب في ساحة السوق (كنتُ أحدهم) تمّ وضعنا في سيارة كبيرة مخصصة لنقل الخضار وكان عددنا يفوق المئة شاب وتمّ اقتيادنا بعد ذلك إلى حاجز حميدة الطاهرة.

تم اقتيادنا إلى حديقة حميدة الطاهر وبالتحديد الى "معهد آفاق" التعليمي، وعند الدخول أجبرونا على نزع ملابسنا وبقينا باللباس الداخلي، وتم تفتشينا بدقة حتى المناطق الحساسة من جسمنا بعدها تم توزيعنا على المنفردات والتي هي عبارة عن صفوف مدرسية ولكن تم تغيير شكلها لتصبح أشبه بالزنازين والسجون كغيره من المعتقلات. حيث كان يجول في ذهني في تلك اللحظة صور لمراكز احتجاز أخرى تمّ اعتقالي فيها من قبل الأجهزة الأمنية التابعة "للأمن العسكري والأمن السياسي" ولكن هنا الوضع مختلف تماماً، فهنا تمّ تحويل مكان العلم والمعرفة إلى مركز احتجاز لارتكاب الجرائم، فقد كنا في مساحة ضيقة حيث كانت مساحة الزنزانة (5×5) متراً  وكان عدد المعتقلين بداخلها يقارب "الستّين معتقلاً"، فلم نكن نستطيع النوم إلا في وضعية الجلوس ويبقى بعضنا في وضعية الوقوف لمدة ساعتين ليكون غيره قد نام في مكانه ويتم التبديل كل ساعتين، وكنا نتنفس بصعوبة بسبب الضغط الكبير المتولد عن العدد الهائل من المساجين في تلك المساحة."

ويضيف العاسمي في معرض حديثه عن مشاهداته في هذا الحاجز والتعذيب الذي تعرّض له معتقلون آخرون:

"يوجد داخل هذا الحاجز عدد من "المحققين" والذين هم عبارة عن ضباط موجودين في الطابق العلوي ولا علاقة لهم بسلك القضاء، كل يوم يأتي أحد العناصر وينادي على اسم أحد من الموجودين داخل الزنزانة وبعد ساعتين أو أكثر يعود إلينا هذا المعتقل وقد أُشبع ضرباً ودماؤه تسيل منه، ولون جلده قد تغيير بسبب بشاعة التعذيب وقسوته، ويمنع علينا سؤاله أو الاستفسار عن مجريات التحقيق ولكن أحياناً كنا نتحدث بأصوات منخفضة لنعرف طبيعة التحقيق ومجرياته والأسئلة المطروحة. وكانت إحدى الحالات الموجودة  شاب اسمه (محمد أبازيد) تحدث لي قائلا إنه تعرض للشبح عدة ساعات كما تعرض لصعقات كهربائية على خلفية مشاركته بأحد التظاهرات. وإضافة إلى اعتقال الشباب كانت هنالك اعتقالات لنساء أيضاً حيث كنّا نسمع أصواتهن من إحدى الغرف البعيدة في المعهد. وقد التقيت داخل المركز بشاب اسمه (خالد المسالمة) من درعا البلد  قال إنه شاهد مقتل شابين على يد عناصر الحاجز عند بناء الكهرباء الذي يبعد عشرات الأمتار عن مركز الحاجز، وكان هناك شخص قد مضى على وجوده في  مكان الاحتجاز هذا ما يقارب الستة أشهر وكان قد أصابه مرض التبول اللإرادي بسبب خضوعه للتعذيب على الكرسي الألماني عدة مرات."

يتحدث العاسمي عن مجريات عمليات التحقيق معه وطرق التعذيب التي مورست بحقّه قائلاً:

"في اليوم السابع من وجودي بالحاجز، فتح أحد العناصر باب الزنزانة وقال: (العاسمي اطلع لهون وحط الطميشة) ومن ثمّ قام باقتيادي إلى الطابق العلوي، حيث أوقفني لأكثر من نصف ساعة في مكان لا أسمع فيه سوى صوت الضرب وصوت آهات من يتعرض للتعذيب أثناء عملية الاستجواب في الداخل، وكان كل عنصر يمرّ من هناك كل بضعة دقائق يقوم بضربي. حتى جاء الأمر بإدخالي إلى غرفة التحقيق فكنت بوضعية الوقوف ومكبل اليدين خلف ظهري، سألني المحقق عن معلوماتي الشخصية وطبيعة عملي، وبعدها بدأ بسؤالي عن علاقتي بالثوار ودعمي لهم ومن مجريات التحقيق علمت أن هناك اثنين من الثوار قاموا بالتسلل من مخيم درعا للاجئين الفلسطينيين أوطريق السد واغتالوا ضابطاً برتبة عالية من جيش النظام، وراح المحقق يسألني عن أسماء الثوار ومن أي مكان جاؤوا وما علاقتي بهم وما التسهيلات التي قدمتها لهم لتنفيذ عمليتهم.

كانت كل إجاباتي بالنفي، وبعد كل نفي أتلقى ضرباً بالعصي على البطن والظهر من العناصر الموجودة، ونتيجة للضرب الشديد وقعت على الأرض، فقام أحد العناصر بضربي على منطقة الرأس (من الخلف) فقال له المحقق لا تضربه هنا فنحن بحاجة لذاكرته، وقال لي:

"بما أنك مثقف يجب أن تتعرض للمزيد من التعذيب لكي تعلّم الأجيال القادمة معنى حاجز حميدة الطاهر." وطلب منّي الاعتراف على كل شيء كي لا أموت هناك. وبالفعل اعترفت تحت الضرب والتعذيب أني شاركت بتشييع أحد الشهداء قبل سنة حتى توقف العنصران عن ضربي وذلك بعد ساعة ونصف تقريباً من التحقيق، ومن ثم تمت إعادتي إلى الزنزانة."

وأثناء احتجازي عرفت اسم الضابط المسؤول عن إدارة الحاجز، وكان اسمه "أيمن عيوش" وهو من مدينة القصير من محافظة حمص. وبعد إجراء التحقيق بقيت في الحاجز مدة 35 يوماً، كان السجّان المسؤول عنا في كل ليلة يدخل علينا ويبدأ بالسباب والشتائم بحق أعراضنا بحجة إصدار صوت من داخل زنزانتنا ويحشرنا جميعاً في زاوية الغرفة ويضربنا بالكبل الكهربائي على رؤوسنا.

وخلال وجودي داخل المعتقل كان من الملفت أننا علمنا بصدور "عفو رئاسي" عن معتقلين ممن "لم تتلطخ أيدهم بالدماء"، كان ذلك في اليوم التاسع من وجودي في الحاجز، ولكن لم يخرج من داخل الزنزانة الموجود فيها أيُ شخص على الإطلاق، وبالأساس كان يُمنع علينا توكيل محامي ليساعدنا بالخروج من ذلك المكان. بعد ذلك تم الإفراج عني مباشرة من الحاجز دون أية محاكمة ودون إعطائي وثيقة رسمية توضح سبب الإعتقال أو تثبته."

شهادة الناجية (رُسل ) حول مركز الاحتجاز في حاجز حميدة الطاهر:

رُسل (اسم مستعار لفتاة معتقلة في نفس مكان الاحتجاز[3]) وهي من مواليد مدينة درعا ومن أوائل الناشطات في هذه المدينة، حيث عملت في المجال الإعلامي سراً حتى اكتُشف أمرها واعتقلت على يد عناصر حاجز حميدة الطاهر في العام 2015. وبعد الإفراج عنها تابعت عملها الإعلامي ولاحقاً الإغاثي ولكن خارج المدينة بعد نزوحها.

تقول رُسل في هذا الصدد:

"بتاريخ 11 كانون الثاني/يناير 2015 وبعد منتصف ليلٍ ماطر، سمعتُ أصواتاً لسيارات عسكرية خارج منزلنا، وما هي إلا لحظات قليلة حتى خُلع باب بيتنا حيث أسكن مع عائلتي، ودخل علينا قرابة الثلاثين عنصراً بلباسهم العسكري المموه، وبدأوا بضرب أبي وإخوتي بأعقاب البنادق ثم قاموا بتكبيل أيدينا بعد أخذ البطاقات الشخصية، وعند معرفة الضابط بإسمي بدأ بضربي دون باقي إخوتي وهو يكيل الشتائم التي تخدش الحياء فقام بسحبي وضربي بيديه على وجهي وعند وقوعي على الأرض بدأ بضربي بقدميه على أنحاء جسدي أمام أعين أهلي الذين لم يستطيعوا فعل شيء لإنقاذي من هذا الموقف، فجميعنا كنّا نعيش ذات الموقف لدرجة أننا عاجزون عن الكلام . ثم تابع باقي العناصرتفتيش المنزل وتكسير محتوياته وتخريب كافة الأثاث وقاموا بسرقة كافة الأموال الموجودة أيضاً.

وبعد الانتهاء قاموا بوضعي في الباب الخلفي لأحد سياراتهم (الطبون)، ليفتح بعد نصف ساعة تقريباً وعند إنزالي شاهدت "معهد آفاق التعليمي" لأعرف بأني موجودة داخل "حاجز حميدة الطاهر" المعروف عنه بالإجرام والذي لطالما أرعبنا منذ بداية الأحداث حيث كنا نخشى الإقتراب منه على مسافة عشرات الأمتار.

 في أول ثلاثة أيام تم وضعي داخل المنفردات والتي هي عبارة عن حمامات مساحتها (1×1) متراً، وهي خاصة بالصفوف المدرسية ولكن تم وضع أبواب حديدية لها وهي مكان مظلم جداً. وخلال الأيام الأولى لم يفتح باب المنفردة أبداً ولم تُدخل لقمة من الخبز أو الطعام ولكن كنتُ أستطيع شرب الماء من الصنبور الموجود داخل هذا الحمام. بعد اليوم الثالث تم إعطائي فقط رغيفاً من الخبز."

وعن الممارسات وعمليات التعذيب بحق النساء والرجال في تلك المركز أضافت رُسل:

"كان هنالك في المنفردات المجاورة نساء غيري، استطعت تمييز ذلك عن طريق سماع الصوت أثناء إعطائهن الطعام من قبل العناصر أو أخذهن إلى التحقيق، فعند فتح باب المنفردة وإغلاقها كانت كلمات السباب والشتائم بحقهن وحق النساء جميعاً لا تفارق المكان، وكانت تمارس بحقنا حرب نفسية فظيعة عن طريق إحضار الشبان وتعذيبهم أمام باب المنفردة، استطعت تمييز صوت أحدهم، وكان رجلاً يبدو أنه طاعن في السن، حيث استمروا في تعذيبه حتى اختفى صوته تماماً، وتناوب على تعذيبه أكثر من ثلاثة عناصر. كان هنالك شاب آخر، وبدا أنهم بدأوا بوضع قطع من الجمر على جسده حتى خفت صوته نهائياً. وفي أحد المرات سمعت أحدهم يقول (إرموه خارجاً مع الجثث)، وهو كلام صادر من أحد العناصر بعد انتهائهم من تعذيب أحد الأشخاص أمام المنفردة التي أجلس فيها."

تتحدث رُسل عن مشاهداتها في حاجز حميدة الطاهر قائلة:

"بعد سبعة أيام تم إخراجي من المنفردة وتعذيبي عن طريق ضربي من قبل أحد العناصر بأخمص البندقية على كافة أنحاء جسدي وهو يقول لي: "هنا كل يوم يموت على أيدينا شخص وقد تكونين الآن هو التالي."

 بعد ذلك تم وضعي في غرفة صغيرة مساحتها (3×2)متراً لمدة يومين مع فتاة أخرى كانت معتقلة من قبلي بأيام بحجة أنها ناشطة إعلامية. خلال هذين اليومين كان يدخل علينا عنصرين ويضربوننا بالأيدي والقدمين ومعهم سياط وتبدأ الإهانات بحقنا حيث كان كل منهما يستهدف بالضرب المناطق الحساسة من جسدنا وكان ذلك مقصوداً.

في اليوم العاشر تم نقلنا إلى غرفة أخرى وكان مساحتها (5×5)متراً، وكانت مظلمة تماماً لا نستطيع تمييز الليل عن النهار، وكانت تحتوي على نساء أخريات عددهن 18 من عدة أحياء من المدينة ومن مدن أخرى ]أتحفظ على ذكر أسمائهن خوفاً على سلامتهن[ جمعيهن قد مورس عليهن التعذيب مسبقاً."

التقت رُسل بعدّة نساء آخريات خلال فترة تواجدها في ذلك الحاجز، حيث قالت في هذا الصدد:

"لفت انتباهي إمرأة في العقد الرابع من عمرها وهي من مدينة درعا أخبرتني بأنها أمضت أربعة أشهر بالمنفردة، وكانت تصرفاتها غريبة أقرب ما يكون إلى الجنون وكانت تحدث نفسها في أغلب الأحيان، وكان القمل والمرض الجلدي قد أصاب كامل جسدها، علماً أن الاستحمام ممنوع نهائياً داخل هذا المركز ولم يسمح لها طوال هذه المدة بذلك، وعند سؤالي لها عن سبب الاعتقال أجابت بأنها لا تعرف ولم يتم توجيه أيّ تهمة لها، بعد يومين من لقائي بها تم نقلها من غرفتنا وعلى الأغلب تم تحويلها إلى فرع الأمن العسكري.

إمرأة أخرى مسنة (أم أحمد) من مدينة إزرع أخبرتني بأنه مضى على اعتقالها أكثر من خمسة أشهر تعرضت خلالها للتعذيب، وكانت تعاني من أمراض عديدة منها مرض السكري والقلب. فعلى الرغم من وضعها الصحي السيء إلا أن عناصر الحاجز رفضوا تقديم الدواء لها أو إحضار طبيب مختص لمعاينتها، وفي أحد المرات طلبت من السجان أن يفتح لها باب الزنزانة لتذهب للحمام فرفض، فاضطرت لتقضي حاجتها على ملابسها.  علماً أنه يُسمح لنا بالخروج إلى الحمام مرتين خلال 24 ساعة، وبوجود أحد العناصر الذي يلازمنا خلال هذه اللحظات الأمر الذي كان يسبب لنا الإحراج والخوف، وكان يجب علينا خلال عدة ثواني أن نكون قد انتهينا من قضاء حاجتنا وملء بعض العلب من الماء من نفس الحمام لنروي عطشنا داخل الزنزانة لاحقاً. قمنا بطلب العديد من الحاجات الشخصية ولكن تم رفضها أيضاً.

احتجاز تعسفي دون مبررات قانونية، قالت الناجية رُسل في معرض حديثها عن التهم الموجهة للمحتجزات من قبل الحاجز:

"أغلب النساء الموجودات لم توجه لهن أية تهم، قمنا بالطلب من السجان أن يخبر المسؤول عنا وكان اسمه (عبدالله مرهج) أننا نريد أن يتم عرضنا على القضاء وإطلاق سراحنا، إلا أنه رفض وقال "سنترككم داخل هذا البناء ونقصفكم بالمدفعية ونتهم المعارضة بذلك". كانت مطالبتنا بالعرض على القضاء ذات رد فعل سلبي علينا، أصبح التعذيب شبه يومي في الصباح أو بعد منتصف الليل، كانوا يتناوبون على ضربنا، حيث يتم إنزالنا الى القبو ونتعرض للضرب المبرح بالكبل الكهربائي مدة ساعة أو تزيد ونعود بحالة إغماء شبه تام. في أحد ليالي الضرب بعد عودة أحد السجينات من تعذيب القبو أخبرتنا بأنها تعرضت لمحاولة إغتصاب من قبل العناصر الموجودين هناك ولكنها نجحت في منعهم من فعل ما يريدون، وهي من قرى ريف درعا. أثناء إنزالنا إلى للقبو كنا نسمع أصوات الرجال الموجودين داخل الزنزانات وكانت أعدادهم تقدر بالعشرات، كانت غرف تعذيبهم قريبة من غرف تعذيبنا وكنا نسمع أصوات صراخهم أثناء التحقيق."

وقالت رُسل عن مجريات التحقيق معها قائلة:

"في اليوم العشرين، تم طلبي للتحقيق وكان الوقت مابعد منتصف الليل، وقفت أمام المحقق مكبلة اليدين وبدأ بسؤالي عن اسمي ومواليدي ومكان سكني ودراستي وكل شيء عن عائلتي، وطلب مني الاعتراف عن أنشطتي"الإرهابية" ولكن رفضت هذه التهمة، فبدأ العناصر بضربي بأيدهم وأرجلهم وفي هذه الأثناء كان المحقق يكتب على الأوراق الموجودة أمامه أجوبةً للأسئلة التي سألني إياها في ما يتعلق "بالعصابات الإرهابية" والتواصل مع قنوات مغرضة على حسب تعبيره، فكان يسأل ويجيب بنفسه ويكتب مايريد.

بدأ المحقق يهددني بالإعتداء الجنسي ليزيد من معاناتي أكثر فأكثر، بعد قليل تفاجأت بإحضار جارنا في الحي ووضعوه أمامي، وبدأ المحقق بسؤاله عني والطلب منه أن يشرح ما كنت أقوم به من نشاطات معارضة للنظام ولكنه لم يجب لعدم معرفته أصلاً بهذه الأنشطة، ثم انهال عليه العناصر بالضرب بالعصي الكهربائية إلى أن غاب عن الوعي ما أدى إلى دب الذعر في نفسي، بعد ذلك تم إخراجه من غرفة التحقيق وإلى يومنا هذا لا يعرف أهله أي خبر عنه أو مكان وجوده داخل معتقلات النظام. تمت إعادتي إلى الزنزانة بعد الانتهاء من جلسة الاستجواب تلك.

في اليوم التالي بالساعة الثانية ليلاً تم نقلي إلى فرع الأمن العسكري في مدينة درعا ليتم الإفراج عني بعد عشرة أيام عقب التعهد على عدم القيام بأية أعمال "إرهابية".

اعتقال تعسفي، أعقبه عملية تهجير قسري لعائلة الناجية رُسل:

أفادت الناجية رُسل لسوريون من أجل الحقيقة والعدالة، أنّه وبعد خروجها من السجن تفاجأت بأن الأمن العسكري قد أرسل تهديداً لعائلتها مفاده أنّه يجب عليهم إخلاء منزلهم والمغادرة أو سيتم اعتقال رُسل مرة أخرى. وبحسب رُسل فقد اضطروا بعد ذلك للمغادرة إلى المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة في ريف درعا، حيث أكملت نشاطها الإعلامي والإغاثي لاحقاً في أغلب مناطق درعا الخارجة عن سيطرة النظام. وأضافت أنّه كان لحادثة اعتقالها أثر نفسي كبير، ما زال يرافقها حتى اليوم.

شهادة الناجي (أحمد.أ) حول تجربة احتجازه من قبل عناصر حاجز حميدة الطاهر:

أحمد، شاب من مواليد مدينة درعا، رفض الكشف عن اسمه الحقيقي لأسباب أمنية وفضّل استخدام الرموز التالية (أحمد.أ) [4]ويبلغ من العمر (27عاماً)، كان من أوائل المشاركين في الحراك السلمي الذي عم معظم المحافظات السورية، إلا أنه تعرض للاعتقال على يد عناصر حاجز حميدة الطاهر بتاريخ 15 تشرين الأول/أكتوبر 2014، حيث تم اقتياده من منزله الكائن في حي الكاشف بمدينة درعا من قبل عناصر الحاجز، وعن تجربة اعتقاله تحدّث لسوريون من أجل الحقيقة والعدالة قائلاً:

"في الساعة الثانية ليلاً، تفاجأنا بعناصر الأمن وهم يحاصرون حي الكاشف بالكامل، اقتحموا معظم المنازل وقاموا بتفتيشها، وصلوا إلى منزلي، طلبوا مني هويتي وتأكدّوا من معلوماتي الشخصية، طلب مني أحد العناصر استخدام هاتفي الجوال، وفي هذه الأثناء طلب مني إحضار كوب ماء، بعد انتهائهم من تفتيش منزلي صعدوا إلى منزل جاري، وطلبوا منه هو الآخر استخدام هاتفه الجوال، ثم خرجوا من البناء الذي نقطن فيه، اعتقدت أنا وجاري حينها أنهم قاموا بربط هاتفينا بشبكة أو تحديد موقع، حتى يتمكنوا من العثور علينا في حال عزمنا على الهرب."

بعد مرور ساعة تقريباً، تفاجأ أحمد بأحد عناصر الأمن وهو يطرق باب منزله، ذكر اسمه وطلب منه اصطحاب هويته وأورقه الشخصية، والتوجه معه على الفور إلى السيارة المركونة أسفل البناء، فما كان منه إلا الانصياع إلى أوامر العنصر، صعد السيارة وصدم لدى رؤيته لجاره الذي اقتادوه من منزله أيضاً.

وتابع أحمد شهادته قائلاً:

"سيطر الرعب علينا، ولم نعلم الوجهة التي سيأخذوننا إليها، إلى أن وصلنا وعلمنا لاحقاً أننا في مركز احتجاز "حميدة الطاهر"، كان المركز عبارة عن حديقة "حميدة الطاهر" ومنزلين كبيرين بالإضافة إلى "مبنى آفاق التعليمي" الذي يتكون من ثلاثة طوابق، ساقونا أنا وجاري إلى مبنى آفاق ووضعونا في أحد صفوف الطابق الأول، وعلمنا فيما بعد أن الطابق الثاني كان مخصصاً لاعتقال النساء. الطابق الأول كان أسوأ مكان بالنسبة للمعتقلين، بحكم أن عناصر حميدة الطاهر كانوا يقيمون فيه، يشربون الكحول ويتعاطون الحبوب المخدرة كحبوب "الترامادول" و"الكابتيغون" في منتصف الليل، ثم يتفنون بتعذيبنا. في إحدى المرات قاموا بتثبيتي وشبح

منشورات ذات صلة

اترك تعليقاً

* By using this form you agree with the storage and handling of your data by this website.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك عدم المشاركة إذا كنت ترغب في ذلك. موافق إقرأ المزيد