في تقرير جديد لها، قالت سوريون من أجل الحقيقة والعدالة أنّ انتهاكات فظيعة لحقوق الإنسان قد تمّ ارتكابها داخل مركز الاحتجاز المعروف باسم “حاجز حميدة الطاهر” في محافظة درعا جنوب سوريا. وذلك استناداً على شهادات ناجين ومعتقلين سابقين تمّ جمعها مؤخراً.
تمّ إنشاء “حاجز حميدة الطاهر” في شهر كانون الأول/ديسمبر 2011، ويتبع إدارياً لفرع الأمن العسكري في محافظة درعا، والذي يتبع بدوره إلى شعبة المخابرات العسكرية في سوريا (الأمن العسكري)، ويقع في مكان استراتيجي مهم بالنسبة بالنسبة للقوات النظامية السوريّة. وقد استمّد الحاجز تسميته من اسم حديقة بجواره (حديقة حميدة الطاهر).
حاجز “حميدة الطاهر” ليس كغيره من الحواجز الأمنية والعسكرية، فقد “تطور” من كونه حاجزاً أمنياً ليصبح مركزاً أمنياً ضخماً يحتوي على غرف سرية تحت الأرض (في قبو معهد آفاق التعليمي) والذي أصبح مكاناً لممارسة أبشع أنواع التعذيب بحسب الأشخاص الذين تم اللقاء بهم من قبل سوريون من أجل الحقيقة والعدالة.
قالت إحدى الناجيات من حاجز حميدة الطاهر أنّها تعرّضت للضرب والتعذيب خلال جلسات التحقيق، وكانت شاهدة في الوقت نفسه على العديد من حالات التعذيب الأخرى بحق النساء الأخريات المحتجزات، حيث وصفت بعض من تجربتها على يد عناصر الحاجز قائلة:
“بعد سبعة أيام من الاعتقال، تم إخراجي من “المنفردة” حيث بدأوا بتعذيبي عن طريق ضربي من قبل أحد العناصر بأخمص البندقية على كافة أنحاء جسدي وهو يقول لي: “هنا كل يوم يموت على أيدينا شخص وقد تكونين الآن هو التالي.” بعد ذلك تم وضعي في غرفة صغيرة مساحتها (3×2)متراً لمدة يومين مع فتاة أخرى كانت معتقلة من قبلي بأيام بحجة أنها ناشطة إعلامية. خلال هذين اليومين كان يدخل علينا عنصرين ويضربوننا بالأيدي والقدمين ومعهم سياط وتبدأ الإهانات بحقنا حيث كان كل منهما يستهدف بالضرب المناطق الحساسة من جسدنا وكان ذلك مقصوداً.”
شاهد آخر تمّ اعتقاله من قبل عناصر الحاجز نفسه، قال في شهادته أن عناصر الحاجز قاموا بعمليات اعتداء جنسية بحق معتقلين آخرين، وخاصّة الصغار بالسنّ منهم، إضافة إلى عمليات خنق جرت بحق محتجزين آخرين.
يسرد التقرير قصص وشهادات (7) معتقلين وناجين على يد عناصر حاجز “حميدة الطاهر” في فترات زمنية مختلفة، إضافة إلى ذلك قام الفريق القائم على التقرير بالحديث إلى العديد من نشطاء المدينة لشرح السياق العام وآلية عمل الحاجز. جاء التقرير في (29) صفحة.