بناءً على "عفو رئاسي خاص" حمل الرقم 82 -مؤرخاً بتاريخ 7 آذار/مارس 2019- قامت الحكومة السورية/دمشق بإطلاق سراح 38 سجيناً/محتجزاً من سجن حماه المركزي على ثلاث دفعات، وذلك خلال الفترة الواقعة بين 10 و14 آذار/مارس 2019، بعد أنّ قامت "محكمة الميدان العسكرية الأولى والثانية" و "محكمة مكافحة الإرهاب" بتعديل أحكام صدرت عنهم سابقاً بحق 106 سجيناً/محتجزاً كان قد تمّ اعتقالهم لأسباب سياسية، وتضمنّت التعديلات أيضاً، تخفيف عقوبة الإعدام إلى السجن مع الأشغال الشاقة لـ7 سجناء، وتخفيف مدّة أحكام أخرى.
الباحث الميداني لدى سوريون من أجل الحقيقة والعدالة في مدينة حماه تواصل مع عدد من المعتقلين المتواجدين في سجن حماه المركزي والذين شملتهم قرارات تعديل الأحكام، حيث أوضح المعتقلون أن تلك القرارات صدرت بعد المفاوضات التي أجروها خلال الأشهر السابقة[1] مع وفود عدة من الحكومة السورية والتي تلقوا خلالها وعوداً "بحل قضيتهم".
وبحسب المعتقلين الذين تواصلت معهم سوريون لأجل الحقيقة والعدالة فإن القرار جاء بناء على عفو خاص حمل رقم 82 وصدر بتاريخ 7 آذار/مارس 2019، مستنداً إلى قرارات من محكمة قضايا الإرهاب ومحكمة الميدان العسكرية الأولى والثانية صدرت خلال شهر شباط/فبراير 2019، حسب ما أخبرهم به قائد شرطة حماة خلال لقائهم به.
وبحسب المعتقلين الذين تحدث معهم الباحث الميداني، فإن عمليات الإفراج جرت بعد أن زار السجن وفد مكون من أمين فرع حزب البعث في حماة والمحامي العام ونقيب المحامين ومدير الأوقاف وأعضاء من لجنة المصالحة في مدينة حماة، وذلك يوم 10 آذار/مارس 2019، والتقى الوفد مع المعتقلين وتلىّ قائد شرطة حماة خلال الاجتماع في قاعة ضمن السجن أسماء المعتقلين المفرج عنهم موضحاً أن عملية الإفراج جاءت بـ "مكرمة من الرئيس السوري" بناء على توجيهات وزير الداخلية واللجان المختصة بمتابعة أوضاع المعتقلين بسجن حماة، "وأن عملية الإفراج ستكون على دفعات متتالية خلال مدة شهر ومرتبطة بمدى تعاون المعتقلين مع إدارة السجن وإنهائهم للاستعصاء الذي اندلع في السجن منذ عام 2016 بشكل كامل وتطبيق عملية التأمين أي عودة المعتقلين إلى مهاجعهم الموزعين عليها وأقفال أبوابها بأوقات تقررها إدارة السجن."
وأوضح الشهود أن المعتقلين الذين يتقرر إطلاق سراحهم -ضمن القائمة التي تضم 106 اسماً- لا يعرفون موعد خروجهم ولا يتم إبلاغهم به إلا في اليوم ذاته، حيث يقوم مدير السجن بإذاعة أسمائهم عبر مكبرات الصوت الداخلية في المهاجع ليقومو بتجهيز أنفسهم للخروج بعد ساعتين.
وتم الإفراج عن 38 معتقلاً على ثلاث دفعات جاءت كالتالي:
- يوم 14 آذار/مارس 2019، تم إخلاء سبيل محتجزين اثنين وهما، فاضل الجابر وأحمد مصطفى الغريب، و"الغريب" هو معتقل حصل على إخلاء سبيل في وقت سابق ولكن لم تتم تسوية وضعه لدى الأجهزة الأمنية حينها ولم يغادر السجن، وتم تسوية وضعه وإطلاق سراحه في اليوم المذكور.
- يوم 13 آذار/مارس 2019، تم إطلاق سراح 17 محتجزاً كالآتي: عبد المنعم سوتل وإيهاب دياب وخالد القسوم ومحمد رحيمو وعبد الرحمن العلي وأحمد القدور وعبد الناصر شلاف وعمر غريب الأحمد وحيان العمر وعمار الهزعي وخالد عليان وماهر شوكة ومحمد جحا ورضوان الحمشو وعبد الرحمن الأحمد وسامي الخالد وعبد الغني شويرتاني وعبد القادر المسحري.
- يوم 10 آذار/مارس 2019، تم إطلاق سراح 19 محتجزاً كالآتي: حسان سليمان الشيخ ومحمود حبيب أحمد وعبد المعين أحمد قسوم وعروة هيثم نصرة وعمار عامر الحمدي وعلي حسين الأشقر ويونس وليد معلباوي وحذيفة محمود قطيمش وسامر محمد نذير مياسة و بدر علي المحمد ومحمود محمد كنعان وأسامة عبد الرحمن نمورة وفارس وليد كفرجومي وابراهيم أحمد بوابة وعبدالرحمن ابراهيم الحلاوي وعبدالوارث عبدالله طعان وزاهر يونس المواس وقاسم محمد الأحمد.
وحول ذلك قال معتقل/أول في سجن حماة المركزي " -طلب عدم ذكر اسمه- للباحث الميداني لدى سوريون لأجل الحقيقة والعدالة مايلي: "أخبرنا قائد الشرطة خلال زيارته أن العفو سيشمل كامل المعتقلين في السجن خلال مدة شهر وأن الأحكام الكبيرة خفضت بقرارات خاصة من محكمة الإرهاب والمحاكم العسكرية الميدانية، ولكن إذا ما صدقت هذه القرارات وأفرج عن 106 معتقل فهذا يعني أن السجن سيبقى فيه 70 معتقل فقط من المحكومين بالمؤبد وآخرون لم تصل القرارات الخاصة بقضاياهم بعد."
وقال معتقل /ثاني ممن شمله قرار الإفراج -طلب عدم ذكر اسمه- لسوريون من أجل الحقيقة والعدالة " ما يلي:
"طلبت منا إدارة السجن عندما اجتمعنا بها في قاعة السجن أن نثبت لهم أننا نقف إلى جانب الدولة وأن نفتح صفحة جديدة وأن جميع من أفرج عنه سيولد من جديد، طبعا قاموا بتسوية اوضاعنا لدى جميع الأفرع ولكن من مطلوب للاحتياط أو الخدمة الإلزامية سيلتحق بها بعد شهر كحد أقصى من خروجه من السجن."
معتقل /ثالث قال للباحث الميداني لدى سوريون لأجل الحقيقة والعدالة ما يلي:
"كان هناك لجنة شكلت مؤخرا خلال ثلاثة أشهر الماضية مكونة من وجهاء وتجار مدينة حماة قد تعهدت لنا بعد أضراب قمنا به بإن تتابع أوضاعنا بالإضافة للجنة السابقة التي تشكلت بعد الاستعصاء من الضابط والقضاة في محكمة الإرهاب والمحاكم العسكرية والميدانية ويبدو أن اجتماعات هذه اللجان والضغوط التي قمنا بها لنحصل على مطالبنا العدالة قد أثمرت ومازلنا ننتظر تطبيق القرارات الأخيرة."
وحصلت سورين على لائحة باسماء المعتقلين المخفضة أحكامهم من الإعدام إلى الأشغال الشاقة المؤقتة 12 سنة وهم 3 معتقلين، ومعتقلين اثنين بالأشغال الشاقة المؤقتة 15 سنة، وجميعهم كانوا قد حكموا من قبل محكمة قضايا الإرهاب، كما استبدلت أحكام الإعدام الصادرة عن محاكم الميدان العسكرية بالسجن المؤبد وشملت سبعة معتقلين.[2]
[1] مخاوف حقيقية من تنفيذ أحكام إعدام تعسفية "مؤجلة" بحق معتقلين في سجن حماه، سوريون من أجل الحقيقة والعدالة 9 تشرين الثاني/نوفمبر 2018، (آخر زيارة بتاريخ 12 تشرين الثاني/نوفمبر 2018) https://stj-sy.org/ar/view/949.
محتجزون في سجن حماه يبدأون إضراباً عن الطعام احتجاجاً على أحكام تعسفية صدرت بحقهم، سوريون من أجل الحقيقة والعدالة بتاريخ 13 تشرين الثاني/نوفمبر 2018، آخر زيارة بتاريخ 14 آذار/مارس 2019. https://www.stj-sy.org/ar/view/959.
[2] تتحفظ سوريون من أجل الحقيقة والعدالة على نشر الأسماء لأسباب تتعلق بأمان المحتجزين.