في صباح يوم السبت 25 آذار/مارس 2017 شنّ الطيران الحربي السوري غارة جوّية على وسط مدينة حموريا/حمورية في ريف دمشق (الغوطة الشرقية)، حيث أسفر الهجوم عن سقوط العشرات بين قتيل وجريح.
ويراقب الناشطون عبر المراصد العسكرية للمعارضة التي تنشر على قنوات التلغرام حركة الطيران في المطارات العسكرية للجيش السوري والروسي على الأراضي السورية مما يتيح لهم معرفة نوع الطيران والأماكن المستهدفة بدقة.
الباحث الميداني لدى سوريون من أجل الحقيقة والعدالة في الغوطة الشرقية، قصد المنطقة المستهدفة ورصد آثار الدمار وأحصى ما يقرب من دمار عشرين (محل تجاري) بالكامل إضافة إلى ثمان أبنية سكنية كانت تعجّ بالسكان، حيث كانت نسبة الضرر في هذه الأبنية حوالي (70%)، إضافة إلى خروج مسجد الروضة عن الخدمة لتضرره بشكل كبير من جراء الهجوم.
الأضرار التي لحقت بمسجد الروضة عقب الهجوم على وسط مدينة حموريا في الغوطة الشرقية بريف دمشق – تاريخ التقاط الصورة 25 آذار/مارس 2017، مصدر الصورة: أحد نشطاء المدينة.
مدير مكتب عربين الإعلامي الناشط (أبو اليسر براء) قال في شهادته بعد أن عاين وتفقد موقع المجزرة أنّ المكان المستهدف هو سوق شعبي، يحيط به العديد من الأبنية السكنية، حيث قامت الطائرات الحربية بإطلاق أربع صواريخ "موجّهة" شديدة الإنفجار -حيث يستطيع الطيار إصابة أهدافه بدقة منتاهية – ويتابع براء أن في تمام الساعة (9:20 دقيقة صباحاً) أصابت تلك الصواريخ المنطقة مما أدى إلى دمار كبير في المحال التجاري وسقوط العديد من القتلى المدنيين كان بعضهم نياماً أثناء الهجوم.
خارطة تظهر الأماكن المستهدفة عقب الهجوم على وسط مدينة حموريا في الغوطة الشرقية بريف دمشق بتاريخ 25 آذار/مارس 2017، الدائرة الحمراء تشير إلى المكان رقم (1) وهي ساحة الخولاني حيث تمّ استهدفاها بصاروخين، وتظهر الدوائر الصفراء الأماكن (2-3) وهي جامع الروضة والمبنى المجاور له، حيث تمّ استهدفه بصاروخين آخرين، وبحسب شهود عيان ومعاينة مراسل سوريون من أجل الحقيقة والعدالة للمكان المستهدف، فلم يكون هنالك أي هدف عسكري قريب من الأماكن المستهدفة.
وقد استطاع الباحث الميداني لدى سوريون من أجل الحقية والعدالة توثيق عدد من أسماء المجزرة:
- محمد عيسى من مدينة حمورية، ذكر بالغ، مدني.
- راما حرستاني من مدينة حمورية، أنثى بالغة، مدني.
- خالد القواص من مدينة حمورية، ذكر بالغ، مدني.
- الطفل عبد الرحمن قطمة من مدينة حمورية، مدني.
- ابتسام ونوسة من مدينة حمورية، أنثى بالغة، مدني.
- احمد طعمة أبو سعيد من مدينة حمورية، ذكر بالغ، مدني.
- جمال باكير أبو خالد من بلدة البلالية، ذكر بالغ، مدني.
- يسرى معتوق من مدينة حمورية، أنثى بالغة، مدني.
- روضة الحمصي من مدينة حمورية، أنثى بالغة، مدني.
- أحمد عبد الرحيم المصري من مدينة حمورية، ذكر بالغ، مدني.
- عبد الرحمن سكر من عربين، ذكر بالغ.
- الطفل همام الحسين من الجولان يسكن بلدة حمورية.
- امينة قطان من بلدة الريحان، أنثى بالغة.
- فاطمة قصار من مدينة حمورية، أنثى بالغة.
- ناجية جمعة من مدينة حمورية، أنثى بالغة.
- عبد الرحيم عبد ربه من مدينة حمورية، ذكر بالغ، مدني.
- الطفلة بنت عامر عرابي من مدينة حمورية.
أظهر مقطع فيديو نشره الدفاع المدني السوري، أحد الأشخاص العالقين تحت الأنقاض بعد الهجوم الذ تعرّضت له مدينة حموريا مباشرة. وفي فيديو آخر من نفس المصدر أظهر عناصر من الدفاع المدني وهم يحاولون إزالة أنقاض أحد الأبنية المتهدمة.
الهيئة السورية للإعلام، نشرت بدورها مقطع فيدو يظهر عمليات إسعاف الجرحى والمصابين عقب الهجوم مباشرة. ويظهر الفيديو حجم الدمار الذي حلّ بالمكان أيضاً وخاصة المحلات التجارية.
سراج محمود، الناطق باسم الدفاع المدني في ريف دمشق قال لسوريون من أجل الحقيقة والعدالة في شهادته حول المجزرة:
"في حوالي الساعة التاسعة والنصف من صباح يوم السبت 25 آذار/مارس 2017 وأثناء ذهابي لمكان عملي، أطلقت طائرة حربية أربع صواريخ موجهّة;شديدة الانفجار على أحد الأحياء السكنية في مدينة حموريا، كادت إحداها تفتك بي، وبعد لحظات شاهدت الحرائق وجثث مترامية حولي وتحوّل المكان المستهدف إلى ركام وأشلاء متناثرة."
وأضاف محمود أن خمس عناصر من الدفاع المدني أصيبوا في الهجوم، أحدهم حالته حرجة، حيث كانوا متواجدين في المكان المستهدف، وأكدّ أن الدفاع المدني نقل ما يقارب من (60) جريح إلى المشافي والنقاط الطبّية وكانت جراحهم متفاوتة بين إصابات متوسطة وبليغة.
ووضح محمود أن الدفاع المدني عمل إلى ساعة متأحرة من الليل لإنقاذ العالقين من تحت الأنقاض ومحاولة تقليل الأضرار الناتجة عن القصف.
وكان "فيلق الرحمن" و تنظيم "هيئة فتح الشام[1] " وعدد من الفصائل المعارضة الأخرى قد أطلقوا بتاريخ 19 آذار/مارس 2017 معركة على أبواب دمشق باسم (يا عباد الله اثبتوا) حيث تقدمت الفصائل المذكورة على جبهات جوبر في العاصمة دمشق، واستطاعت السيطرة على عدد من المباني بعد اشتباكات مع قوات من الجيش النظامي السوري. ولكن وفي اليوم التالي 20 آذار/مارس كثفت القوات النظامية السورية هجماتها على مواقع المعارضة وقصف عشرات الأماكن التابعة للمعارضة مما اضطرها إلى الإنسحاب لمواقعها المتأخرة والتقدم من جديد في يوم 21 آذار/مارس 2017 والسيطرة على مناطق جديدة متمثلة بحاجز سيرونكس ومعمل كراش ومعامل النسيج المطلّة على كراج العباسيين والكتل الصناعية في المنطقة وشعبة التجنيد ومعمل سادكوب وغيرها. وكان هدف المعارضة المسلّحة هو وصل حي القابون بحي جوبر الدمشقي الواصل لعمق الغوطة الشرقية المحاصرة من قبل الجيش النظامي السوري والخاضع لسيطرة فصائل سورية مسلّحة معارضة على رأسها (جيش الإسلام). ولكن مع ازدياد شراسة المعارك وتفوق الجيش النظامي السوري على قوات المعارضة بسلاح الجو استطاعت استعادة جميع النقاط التي خسرها خلال المعركة.
[1] بتاريخ 28 كانون الثاني/يناير أعلنت عدّة فصائل جهادية في شمال سوريا بالإندماج تحت مسمّى "هيئة تحرير الشام" تحت قيادة الأمير السابق في "حركة أحرار الشام الإسلامية" المعارضة هاشم الشيخ والمعروف باسم أبو جابر الشيخ، وكانت الفصائل التي أعلنت عن حلّ نفسها والاندماج تحت المسمّى الجديد هي (جبهة فتح الشام – تنظيم جبهة النصرة سابقاً، وحركة نور الدين الزنكي، ولواء الحق، وجبهة أنصار الدين، وجيش السنّة.