يعاني ما لا يقل عن مئتي عائلة نازحة من انعدام مقومات الحياة في مخيم أنشأؤه قرب مدينتهم اللطامنة بريف حماه، وسط عدم قدرتهم على عودتهم لمنازلهم في المدينة التي يسيطر عليها فصيل "جيش العزة" التابع للمعارضة السوريّة المسلّحة وذلك لأسباب عدة؛ أبرزها عدم القدرة على ترميم منازلهم المتضررة واستمرار تعرّض البلدة لقصف متنوع من قبل القوات النظامية السورية، بحسب شهادات حصلت عليها سوريون من أجل الحقيقة والعدالة.
الباحث الميداني لدى سوريون من أجل الحقيقة والعدالة التقى أحد سكان المخيم واسمه "اسماعيل الحمروش"، يوم 12 كانون الثاني/يناير 2019، حيث قال مايلي:
"في عام 2014 تعرضت مدينة اللطامنة لقصف عنيف من قبل القوات النظامية السورية ما أجبر أهلها على النزوح بشكل شبه كامل، قسم كبير من الأهالي النازحين توجهوا نحو الحدود مع تركيا ومخيمات في إدلب، في حين عملت نحو 200 عائلة -نحو 1500 نازح- على بناء مخيم بأنفسهم على أراض زراعية في محيط المدينة تعود ملكيتها لهم، قاموا بشراء الخيام ونصبها بأنفسهم ولم يتلقوا أية مساعدات من المنظمات الإغاثية طوال هذه الفترة، وفي هذا الشتاء مع اشتداد العواصف انقلعت الخيام وتمزقت وباتت معظم العائلات تتقيم في العراء."
وأوضح "الحمروش" أسباب عدم قدرة الأهالي على العودة إلى منازلهم في المدينة وترميمها، حيث أضاف:
"تقع المدينة على خط التماس المباشر بين القوات النظامية السورية وفصيل جيش العزة وتعدّ المعقل الأساسي للأخير، وتتعرض للقصف بشكل شبه دائم، حتى خلال اتفاق انشاء المناطق العازلة وتمركز قوات المراقبة التركية، ما تزال المدينة تتعرض للقصف، كما أن المنازل معظمها متضرر بشكل كامل وكلفة إعادة البناء أو الترميم تعتبر مرتفعة وليست بمقدور الأهالي، يقيم في البلدة حالياً قرابة 8 آلاف نسمة."
وحول الوضع الإنساني والطبي أوضح "الحمروش" أن المخيم يفتقر للخدمات الطبية الأساسية وفيه نحو 75 مريضاً يحتاجون أدوية للأمراض المزمنة، إضافة إلى وجود ما لايقل عن خمسة مرضى بشكل يومي يعانون من أمراض بسبب البرد مثل حالات الأمراض الصدرية وحالات الإسهال ولا يوجد نقطة طبية في المخيم، إضافة إلى ذلك يفتقر المخيم لمواد التدفئة والخدمات الأساسية.
الباحث الميداني لدى سوريون من أجل الحقيقة والعدالة أحصى استهداف مدينة اللطامنة أكثر من 40 مرة بأسلحة ثقيلة متنوعة منذ مطلع عام 2019 وحتى تاريخ 16 كانون الثاني/يناير 2019، حيث استخدمت القوات النظامية السورية -المتمركزة قرب بلدات حلفايا والمصاصنة وزلين والجب الأحمر- قذائف المدفعية الثقيلة والهاون وقذائف صاروخية وقذائف الدبابات.
وفي يوم 11 كانون الثاني/يناير 2019 ألقت طائرة مسيرة عن بعد قنابل متفجرة على المدينة ما تسبب بمقتل الطفلة "رفيدة صطوف الحضيري" (14 عاماً) وإصابة إمرأة.
بدوره، قال مسؤول في المجلس المحلي لمدينة اللطامنة "أحمد منصور" للباحث الميداني أن المجلس ناشد المنظمات الإغاثية مرات كثيرة لدعم المخيم وتجديد الخيام، دون تلق أي رد.
وكانت سوريون من أجل الحقيقة والعدالة رصدت أوضاع مخيمات للنازحين داخلياً في مناطق عدة خاضعة لسيطرة فصائل المعارضة المسلحة، وتعاني معظم هذه المخيمات من ظروف معيشية سيئة وسجل فيها حالات وفيات بين الأطفال والبالغين بسبب نقص الرعاية الصحية والبرد.[1]
[1] وفاة رضيعة في مخيم الركبان بسبب نقص الرعاية الطبية، سوريون من أجل الحقيقة والعدالة بتاريخ 7 كانون الثاني/يناير 2019، آخر زيارة بتاريخ 16 كانون الثاني/يناير 2019. https://stj-sy.org/ar/view/1139
ورقة حقائق حوب مخيمات النازحين داخلياً في ريف حلب الشمالي، سوريون من أجل الحقيقة والعدالة بتاريخ 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2018، آخر زيارة بتاريخ 16 كانون الثاني/يناير 2019. https://stj-sy.org/ar/view/1001