اعتقل جهاز أمن سوري ثلاثة شبان من مدينة حماه أثناء عودتهم إلى المدينة بعد "تسوية أوضاعهم" بوساطة "لجنة مصالحة" ودفع مبلغ مالي مقابل ضمان عدم اعتقالهم، حيث أن الشبان كانوا مقيمين في محافظة إدلب وقرروا العودة إلى مدينة حماه وتم اعتقالهم بتاريخ 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2018 وما يزال مصيرهم مجهولاً، بحسب شهادات حصلت عليها سوريون من أجل الحقيقة والعدالة.
الباحث الميداني لدى سوريون من أجل الحقيقة والعدالة في مدينة حماه تحدّث إلى أحد أقارب الشبان وصديق لهم، حيث أوضح الشاهدان تفاصيل الحادثة، حيث تم اعتقال كل من؛ "رامز محمد الشعار" (23 عاماً) -من حي طريق حلب- و"محمد عبد الله الواوي" (20 عاماً) – من حي وادي الحوارنة- و"سامر الحسين" (21 عاماً) من حي الشيخ عنبر- تم اعتقالهم عند حاجز "الخدمات" التابع لـ"الأمن العسكري" على طريق السلمية أثناء عودتهم من إدلب عبر طريق حلب-منبج-حماه، وذلك بعد أن تواصلت عائلاتهم مع "لجنة المصالحة" ووسطاء ودفعت مبالغ مالية ليتمكنوا من إجراء "تسوية وضع" للشبان وحصولهم على وعود بعدم التعرض لهم بالاعتقال.
يقول "أحمد" صديق المعتقل "رامز الشعار" بأن رامز كان قد غادر مدينة حماه عام 2016 وأقام في مدينة معرة النعمان بإدلب لأنه لم يرغب بالالتحاق بالخدمة العسكرية الإلزامية، وبعد ضيق الأحوال في معرة النعمان قرر العودة إلى مدينة حماه، وتم اعتقاله مع صديقيه على الحاجز وانقطعت أخباره منذ ذلك التاريخ، ولم نكن نتوقع اعتقاله نظراً للوعود التي قدمتها لجنة المصالحة، في أسوأ الأحوال نتوقع أن يساق للشرطة العسكرية ولكن للأن لم نحصل على معلومة مؤكدة ونرجح أن يكون قد تم تحويله لأحد أفرع العاصمة دمشق كما تجري العادة."
أما عن المعتقلين الآخرين، فقد روى قريب لهما يدعى "خالد" أن عبد الله الواوي وابن عمته سامر الحسين فكانا يقيمان أيضا في مدينة معرة النعمان وفي منزل واحد وكانا قد خرجا من مدينة حماة في عام 2015 ويعملان على سيارة لتوزيع المواد والسلع الغذائية على المحلات إلا أنهما أردا العودة إلى مدينة حماة بسبب عدم شعورهما بالاستقرار في إدلب وأيضا لأسباب عائلية. وتابع قائلاً:
"عندما قررا العودة توسط لهم نفس الأشخاص الذين توسطوا لصديقهم رامز للعودة للمدينة، ولم يكونوا مطلوبين لأي شيئ سوى الخدمة العسكرية وكان من المفترض أن نستخرج لهم بطاقة تطوع للخدمة ضمن المدينة ودفعت عائلتهما مبلغاً مالياً كبيراً لقاء ذلك كي لا يتعرضوا للاعتقال، إلا أن الأمور جرت على العكس وقد أخبرنا أشخاص أن هناك تقارير أمنية بحقهم لذلك تم اعتقالهم."
وتشهد أحياء مدينة حماه حملات دهم واعتقال على فترات متقطعة تسفر عن اعتقال شبان ونساء بتهم مختلفة، حيث وثقت سوريون من أجل الحقيقة والعدالة اعتقال امرأة وطلفتها الرضيعة حيث تم اعتقالهما في كانون الثاني/ديسمبر 2018 بسبب "تقرير كيدي".[1]
[1] اعتقال أم وطفلتها الرضيعة من قبل "جهاز الأمن العسكري" بحماه بسبب "تقرير كيدي"، سوريون من أجل الحقيقة والعدالة بتاريخ (7 كانون الثاني/ديسمبر 2018)، https://www.stj-sy.org/ar/view/1054.