Home صحافة حقوق الإنسانقصص وشهاداتقصص مكتوبة “كنا نشعر بأننا لسنا بشراً”

“كنا نشعر بأننا لسنا بشراً”

قصة ”فراس سليم علي“ .. لا نريد لأبنائنا نفس المصير

by wael.m
88 views تحميل كملف PDF هذا المنشور متوفر أيضاً باللغة: الإنجليزية حجم الخط ع ع ع

أمضى "فراس" أعواماً طويلة وهو يعمل في مهنة "العتالة"، إذ لم يكن بمقدوره العمل في مهنة أخرى، باعتبار أنه واحد من الكرد السوريين الذين تمّ حرمانهم من الجنسية، وتحديداً من فئة "مكتومي القيد"، هذه الفئة التي سُلبت كافة حقوقها، وعلى رأسها الحقوق السياسية والمدنية.

"فراس سليم علي" من مواليد "حي جرنك" في مدينة القامشلي/قامشلو عام (1980) في محافظة الحسكة، متزوج ولديه ثلاثة أطفال، وكلهم من فئة مكتومي القيد، حاول فراس التقدّم بأوراقه عدة مرات إلى دائرة الأحوال المدنية في مدينة القامشلي من أجل أن يتمتع بالجنسية السّورية، إلا أنّ معظم محاولاته باءت بالفشل، كما روى للباحث الميداني لدى سوريون من أجل الحقيقة والعدالة في شهادته خلال شهر آذار/مارس 2018، قائلاً:

"مذ أتيت إلى هذه الدنيا وأنا مكتوم القيد، أما والديّ وأعمامي فقد كانوا من فئة الأجانب، وحاولنا كثيراً البحث والعمل حتى نصبح مواطنين متمتعين بالجنسية السّورية لكن دون جدوى، وفي العام 2010 أفسحت الحكومة السورية الهامش أمام بعض الناس للعمل على قضاياهم القانونية من أجل أن يصبحوا مواطنين متمتعين بالجنسية السورية، وقد نجح قسم منهم في أن يصبحوا مواطنين، كما نجح بعض المكتومين في أن يصبحوا أجانب، لكن هذه الخطوة لم يكن لها سند قانوني أي أنه لم يصدر بصددها مرسوم أو قرار دستوري أو قانوني، لذا قمنا بدفع حوالي (350) ألف ليرة سورية كرشوة في ذلك العام، لكن دون جدوى، وعقب إصدار مرسوم التجنيس الخاص بالأجانب في العام 2011، تقدّمنا بالأوراق مرة أخرى، وكنا كلما ذهبنا إلى دائرة الأحوال المدنية في القامشلي، أخبرونا بأن الأوراق إما في مدينة دمشق أو في الحسكة، وما زلتُ أحاول حتى يومنا هذا، إذ أنني قمتُ منذ مدة بدفع مبلغ (130) ألف ليرة سورية حتى أتمكن من الحصول على الهوية والدفتر العائلي، لكن دون جدوى."

كسائر المحرومين من الجنسية، واجه "فراس" صعوبات عدّة لا سيما في مجال التعليم، فلم يتمكن من متابعة تعليمه، لكنه أصرّ على أن يكمل أطفاله تعليمهم، حتى لا يواجهوا مصير والدهم، حتى وإن كان لا يحق لهم الحصول على شهادة، وحول الصعوبات الأخرى التي اعترضته تابع قائلاً:

"لم يكن يحق لنا امتلاك الأراضي، كما كنا نشعر بأننا لسنا بشراً، فما زلتُ أذكر في إحدى المرات عقب اندلاع الحرب في سوريا، كيف طلب مني أحد الحواجز العسكرية الهوية الشخصية، وحينما أخرجت أمامه شهادة التعريف تساءل بازدراء وقال لي ما هذه الورقة هل هي للحيوانات.!!

أضاف "فراس" قائلاً في معرض حديثه عن أحلامه:

"جلّ ما نريده هو أن نحصل على هوية حتى نكون كغيرنا من الناس، والأهم من ذلك لا أريد لأطفالي أن يصبحوا مثلنا، فلو كنت مواطناً لما كنت قد عملتُ في مهنة العتالة التي أمارسها حتى الآن، ولما كنا حُرمنا من امتلاك الأراضي بينما يحق للآخرين الانتفاع من أراضيهم."

منشورات ذات صلة

اترك تعليقاً

* By using this form you agree with the storage and handling of your data by this website.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك عدم المشاركة إذا كنت ترغب في ذلك. موافق إقرأ المزيد