قُتل ما لا يقل عن (25) معتقلاً، بينهم طفل واحد على الأقل، نتيجة قصف طيران "التحالف الدولي ضد داعش والذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية" مركز احتجاز ومقر تابع لجبهة فتح الشام/تنظيم جبهة النصرة سابقاً، في يوم الثلاثاء 3 كانون الثاني/يناير 2017 بالقرب من بلدة سرمدا بريف محافظة إدلب، وهو مقر يقع خارج سرمدا من الجهة الغربية (يقع ما بين سرمدا وكفرديان) ويبعد عنها حوالي (1.5) كيلومتر، وبحسب نشطاء في البلدة فقد تمّ استهداف المكان بأربع صواريخ شديدة الإنفجار أدت إلى تدميره بشكل كامل ومقتل جميع من فيه سواء من المحتجزين الذين بلغ عددهم حوالي (25) معتقلاً ممن كان قد تمّ اعتقالهم على خلفيات مختلفة معظمها "تهم جنائية" أو المقاتلين التابعين للنصرة والذي وردت معلومات عن وجود ما لا يقل عن عشرين عنصراً من عناصر التنظيم نفسه أثناء تنفيذ الهجوم.
أظهر مقطع فيديو نشره نشطاء على وسائل التواصل الإجتماع اللحظات التي تلت استهداف المقرّ مباشرة والذي يظهر مدى قوة الانفجار الذي حصل نتيجة القصف.
أحد نشطاء مدينة إدلب، والذي رفض الكشف عن هويته لأسباب أمنية، وفضّل استخدام لقب (ناشط ثوري من شمال إدلب) قال لسوريون من أجل الحقيقة والعدالة أنّ القصف وقع حوالي الساعة الرابعة عصراً من يوم الثلاثاء 3 كانون الثاني/يناير 2017، وأضاف:
"المكان المستهدف كان بمثابة مركز احتجاز لتنظيم فتح الشام/جبهة النصرة، وهو مغارة محفورة في الجبل، وقد كان يشكّل إحدى مقرات كتيبة "لواء رجال الله" التابع لفصائل المعارضة المسلّحة – الجيش السوري الحر في العام 2012، حيث حاول تنظيم الدولة الإسلامية/داعش السيطرة عليه ولكنّه لم يستطع، وعند حصول مواجهات ما بين فصيل "لواء رجال الله" وجبهة النصرة لاحقاً بعد طرد عناصر داعش من المنطقة، استطاعت النصرة السيطرة على المقر في العام 2013."، وتابع الشاهد قائلاً:
"في أواخر العام 2015 تم إنشاء ما سمّي بدار القضاء في سرمدا من قبل تنظيم جبهة النصرة، حيث بدأوا بعدها بتحويل الموقوفين إلى هذا المكان حتى بدايات العام 2016 عندما تحّول إلى مركز احتجاز ومكاناً "لدار القضاء" نفسه بعد ضغوط من أهالي سرمدا لإخراج دار القضاء والمقرات العسكرية إلى خارج المدينة."
وبحسب نشطاء في المنطقة فإن التنظيم كان قد أفرج عن (15) معتقلاً بتاريخ 2 كانون الثاني/يناير 2017 من هذا المكان نفسه، أي قبل يوم من حادثة الاستهداف.
ناشط آخر من أهالي بلدة سرمدا، فضّل عدم الكشف عن هويته لأسباب أمنية، أفاد لسوريون من أجل الحقيقة والعدالة أنّه شاهد الطائرة بأمّ عينه، وقد شُهدت تحوم فوق مدينة دارة عزة/دار تعزة (شمال/غرب مدينة حلب) قبل تنفيذ الهجوم بدقيقتين، وأفاد أنّ لونها كان أقرب للون الفضّي، وأضاف:
"كانت الطائرة كبيرة جداً، وأستبعد أن تكون طائرة روسية، فعادة عند مجيء الطيران الروسي لمهمات القصف يكون على شكل سرب، ولكنّ الطائرة التي قصف المكان –الذي يقع بين جبلين- كانت كبيرة وتشبه طائرة الإليوشن (وهي طائرة مخصصة للشحن)، حيث ضربت المكان بأربع صواريخ متتالية أدت إلى تدميره بشكل كامل، وهو معروف بأنّهم مقرّ لجبهة فتح الشام –تنظيم جبهة النصرة سابقاً- ومكان لدار القضاء الذي يحتوي بدوره على مركز احتجاز مخصص للمعتقلين الجنائيين وليس لأشخاص تخطفهم النصرة مثلاً أو الأسرى من النظام، ولم يتمّ التعرّف على الجثث والعدد الدقيق للمعتقلين أو لعناصر الجبهة نفسها بسبب تحولها إلى أشلاء متناثرة بسبب قوة الضربة."
الشاهد زودّ سوريون من أجل الحقيقة والعدالة بقائمة أسماء استطاع جمعها وتوثيقها لمعتقلين كانوا متواجدين في المكان أثناء الهجوم:
1 – إبراهيم عبد العزيز جلّود، من أهالي سرمدا.
2 – حسن محمد بكرو، من أهالي سرمدا.
3 – وائل ياسين من كفر دريان.
4 – علي محمود جواد من الدانا.
5 – محمد محمود جواد من الدانا.
6 – أحمد حاج حميدي من الدانا.
7 – عمر حسن عبد الوهاب من الدانا.
بدورها نشرت صفحة "انتهاكات جبهة النصرة" وهي مجموعة من النشطاء السوريين يقومون بتوثيق انتهاكات تنظيم فتح الشام، أسماء بعض المعتقلين الذين قضوا في الهجوم، منهم:
1 – طفل اسمه "هيثم" من قرية التمانعة في خانو شيخون ويبلغ من العمر 10 أعوام.
2 – مجدي علولو من معرة مصرين.
3 – حسين شحود شريف من الأتاب.
4 – أحمد عبد الله أمين من تل الكرامة.
5 – عبد الإله الطياوي من الزيارة – سهل الغاب.
6 – عدنان محمد سلمان من أبين.
7 – أحمد الحجي من بلدة الدانا/ ورد الاسم من مصدر آخر: أحمد الحاج حميدي.
أحمد الحجي من بلدة الدانا. مصدر الصورة (صفحة انتهاكات جبهة النصرة).
ويعتقد نشطاء أنّ نوع الطائرة التي قامت بالهجوم في ذلك اليوم هي طائرة عسكرية أمريكية نوع ( ب 52).
القيادة المركزية الأمريكية بدورها لم تنفي الهجوم، حيث نشرت بتاريخ 6 كانون الثاني/يناير 2017 (أي بعد ثلاثة أيام من وقوع الهجوم) سلسلة من التغريدات (نقلاً عن وزارة الدفاع الأمريكية– البنتاغون) احتوت مجموعة من المعلومات حول الهجوم:
1 – التغريدة الأولى:
2 – التغريدة الثانية:
3 – التغريدة الثالثة:
المكان الذي تم استهدافه في سرمدا. صور من الأقمار الاصطناعية.
صور حصلت عليها سوريون من أجل الحقيقة والعدالة تظهر عمليات الإنقاء التي تلت عملية استهداف مركز الاحتجاز/المقر
بيان من دار القضاء التابعة لفتح الشام تتهم قوات التحالف الدولي باستهداف المكان وتقول أنّه بعيد عن غرف ومقرات مقاتلين فتح الشام/جبهةالنصرة، وفيه اعتراف على أنّ المكان كان عبارة عن مركز احتجاز لتجميع السجناء فيه.
صورة تظهر اللحظات التي تلت الهجوم تماماً حصلت عليها سوريون من أجل الحقيقة والعدالة من أحد أهالي بلدة سرمدا.