ملخص تنفيذي:
بتاريخ 25 تشرين الأول/أكتوبر 2021، نفّذ التحالف الدولي لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية/داعش، عمليته الأمنية الثانية خلال ذات الشهر ضد عناصر جهادية في المناطق الخاضعة للسيطرة التركية و”الجيش الوطني السوري” في شمال شرق سوريا (المنطقة الممتدة مابين مدينتي رأس العين/سري كانيه وتل أبيض). حيث استهدفت طائرة بدون طيار تابعة لسلاح الجو البريطاني الملكي، تاجر سلاح عُرف في المنطقة باسم “أبو حمزة الشحيل”، كان قد زوّد وباع لعدد من أطراف النزاع السوري خلال السنوات الماضية كميات هائلة من مختلف أنواع الأسلحة، وكان على رأس تلك الأطراف تنظيم “داعش”.
عملية اغتيال “الشحيل” جاءت بعد عدّة أيام من استهداف شخصية جهادية أخرى معروفة باسم “أبو عبد الله الرقاوي” بالقرب من بلدة سلوك في محافظة الرقة، بواسطة طائرة بدون طيار، عرف لاحقاً أنّه “عبد الحميد مطر” أحد أعضاء تنظيم “حراس الدين” المتشدد الذي ينتشر بشكل أساسي في ريف محافظة إدلب وريف اللاذقية وتحديداً في منطقتي جسر الشغور وجبل التركمان.
تتبعت “سوريون من أجل الحقيقة والعدالة” عمليتي الاستهداف اللتين وقعتا يومي 22 و25 تشرين الأول/أكتوبر 2021، وتحققت من هوية الأشخاص المستهدفين بواسطة طائرات بدون طيار (اعترف التحالف الدولي لمحاربة داعش بتنفيذ تلك الضربات)، إضافة إلى ثلاثة أشخاص آخرين قتلو برصاص قوات تركية، دخلت المنطقة تزامناً مع قتل “أبو حمزة”، وتحدثت مع 10 مصادر مطلعة على الحادثتين، كما قامت بتحليل الأدلة البصرية المتعلقة بكلا الحادثتين استناداً إلى صور من مصادر مفتوحة، ومقاطع فيديو حصلت عليها المنظمة بشكل حصري.
تجدر الإشارة إلى أن عمليتي استهداف “أبو حمزة الشحيل” و”أبو عبد الله الرقاوي”، تشكّلان تطوراً لافتاً في موقف “التحالف الدولي” بقيادة الولايات المتحدة من وجود عناصر جهادية في المناطق الخاضعة للسيطرة التركية، وخاصة فيما إذا تمّ تأكيد مسؤولية التحالف عن اغتيال “الشحيل”. وتأتي هذه العمليات وسط معلومات و تقارير مؤكّدة عن انتشار كثيف لعناصر سابقين من تنظيم داعش في المناطق الخاضعة للسيطرة التركية، وضمن صفوف الجيش الوطني السوري/الحكومة السورية المؤقتة/الائتلاف السوري المعارض.
أيضاً، جاءت عمليات الاغتيال تلك، تزامناً مع سلسلة من الاستهدافات الأخرى من قبل طائرات مسيّرة تركية في شمال شرق سوريا، بحق مدنيين وعاملين مع الإدارة الذاتية وعناصر من قوات سوريا الديمقراطية أحياناً، ففي تاريخ 20 تشرين الأول/أكتوبر 2021، تمَّ استهداف سيارة تقل الرئيس المشترك لمجلس العدالة الاجتماعية التابع لـ “الإدارة الذاتية” في مدينة كوباني/عين العرب، “بكر جرادة”، وقالت قوى الأمن الداخلي/الأسايش في شمال شرق سوريا، في بيان، إن طائرة مُسيرة تركية استهدفت سيارة “جرادة”، ما أدى إلى إصابته بجروح، وفقدان اثنين من عاملي الإدارة الذاتية حياتهما، فضلاً عن إصابة مدنييّن اثنين ممن كانوا في الجوار، بجروح متفاوتة.
بعدها بثلاثة أيام فقط، وتحديداً بتاريخ 23 تشرين الأول/أكتوبر 2021، تعرضت سيارة كانت تقل ثلاثة أشخاص للاستهداف بواسطة طائرة مُسيرة تركية، وقالت وكالة أنباء هاوار المقرّبة من الإدارة الذاتية، إن الاستهداف قد أودى بحياة ثلاثة مدنيين، قبل أن تعلن قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، عبر بيان صدر عنها، في اليوم التالي، 24 تشرين الأول/ أكتوبر 2021، أن الضحايا ثلاثة من مقاتليها، الذين كانوا في مدينة كوباني لتلقي العلاج.
وبتاريخ 9 تشرين الثاني/نوفمبر 2021، فقد ثلاثة أشخاص من عائلة واحدة حياتهم، نتيجة استهداف سيارة كانت تقلهم في “حي الهلالية” في القامشلي/ قامشلو، وقالت قوات الأسايش في بيان لها، إن الاستهداف اسفر عن مقتل كل من “يوسف كلو” (82 عاماً) وحفيديه “مظلوم ومحمد كلو”. وتعود السيارة التي تمَّ استهدافها إلى “ريزان كلو”، مستشار الشؤون المدنية في قوات سوريا الديمقراطية، لكنه لم يكن على متنها أثناء الاستهداف، الذي أودى بحياة جده المدني “يوسف كلو”، وأخيه وأبن خاله، اللذان يعملان ضمن صفوف قوات سوريا الديمقراطية.
لقراءة التقرير كاملاً وبصيغة ملف PDF يُرجى الضغط هنا.