تحولت وسائل التواصل الاجتماعي إلى مصدر مهم للأخبار، تعتمد عليه الكثير من وسائل الإعلام، كما أصبحت تلك المواقع وسيلة تستخدمها المؤسسات الإعلامية من أجل الترويج لمنتوجها الإخباري، إلا أن الخبراء والمختصين يحذرون من خطورة تصديق كل ما يُنشر بشكل أعمى، ويؤكدون على ضرورة التأكد من صحة المعلومات قبل مشاركتها مع الآخرين، كما يقدمون نصائح وأدوات للتحقق من الأخبار المفبركة والشائعات.
سباقٌ تنافسي على لفت الأنظار، تشهده ساحات مواقع التواصل الاجتماعي والوسائل الإعلامية التي تحوّل معظمها إلى العالم الرقمي، مع ما تروّج له من أخبار وقصص وفيديوهات وإعلانات تنتشر بسرعة هائلة مرفقة بعناوين رنانة وصور جاذبة للعين، لكن وفي غمرة هذا التنافس على كسب المتابعين، لا يلتزم الكثير بمعايير الحقيقة، وهو ما ينتج عنه أخبار مفبركة و/أو غير دقيقة ومعلومات زائفة متخفية بأغلفة جذابة أو أخبار مجتزأة من سياقاتها، هدفها تضليل الناس وإخبارهم بمعلومات مغلوطة عمداً، بدافع الخداع أو حصد المزيد من الزيارات أو كسب المال من الإعلانات.
-
لماذا تنتشر الأخبار الكاذبة على الإنترنت؟
في ظل سهولة مشاركة المحتوى على وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة يتفاعل كثيرون مع هذه الأخبار، دون تقييمها أو الوصول إلى مصدرها الحقيقي، ويزيد ذلك في فترات الظروف غير المستقرة التي تشهدها الدول كالأزمات والحروب والكوارث الطبيعية.[1]
ففي يومنا هذا لم تعد عملية صناعة الأخبار أو نشرها حكراً على وسائل الإعلام المختصة، إذ بات متاحاً لأي شخص كتابة ومشاركة المحتوى حتى وإن اعتمد في فحواه على التزييف، مع كل ما يشكله ذلك من خطورة وضرراً على المتلقين.
لكن وفي الجانب الآخر من الصورة تُتيح عملية التحقق الرقمي خطوات وأدوات تساعد على تحري الحقيقة وكشف الأخبار المزيفة.
الأخبار المزيفة: هي معلومات خاطئة ومضللة تهدف إلى خداع القراء ودفعهم للاعتقاد بأنها معلومات موثوقة وصحيحة.[2]
-
فئات وأنواع الأخبار الخادعة
-
- أخبار مزيفة: مضامينها متشابهة مع تلك الموجودة في المواقع الإخبارية الموثوقة، وتبدو عناوينها وصورها حقيقية للوهلة الأولى.
- أخبار مضللة: يكون عنوانها مثيراً وغير متوافق مع محتوى الخبر، لكنها تحتوي على جزء من الحقيقة.
- أخبار متحيزة: تسعى إلى شرح أخبار حقيقية لكن من وجهة نظر جهة تمتلك أجندة معينة.
- عناوين مثيرة: يكون هدفها إثارة دهشة أو استغراب المتلقي للضغط عليها مرات عدة بهدف الوصول إلى المعلومة التي قد لا ترقى إلى ما تم الإعلان عنه.
- أخبار ساخرة وكوميدية: وهي أخبار تهكمية يكون هدفها الترفيه أو نقد ظواهر مجتمعية معينة، ولكن تكمن خطورتها في أن البعض قد يشاركونها على أنها أخبار حقيقية، دون علمهم بطبيعة الموقع،[3] مثل موقع “News Biscuit“.
يُجب التحقق من صحة المعلومات والأخبار قبل مشاركتها مع الآخرين شخصياً أو على شبكات التواصل الاجتماعي.
-
مواقع إلكترونية لفحص الأخبار المزيفة
-
- موقع Snopes: يساعد في التحقق من المحتوى المنشور على شبكة الإنترنت، وكشف الشائعات والأخبار مجهولة المصدر.
- موقع PeopleBrowser: يساعد على مراقبة وجمع الأخبار وتصنيفها بحسب مدى مصداقيتها وزمانها ومكانها، كما أنه يعمل على قياس نفوذ وتأثير مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي.
- موقع AIDR : يساعد على تفنيد الشائعات على موقع “تويتر“.
- موقع Scicheck: يعمل على كشف الأخبار العلمية المضللة.
- موقع WolframAlpha : يتيح معرفة أحوال الطقس في جميع الأماكن والأزمنة.
- موقع SunCalc: يتيح معلومات حول شروق الشمس وغروبها في جميع الأماكن والأزمنة.
-
التحقق من الصور
قد يتم التلاعب بالصور بصورة جزئية لتصبح متناسقة مع مضمون الخبر المزيف، أو أنها قد تكون مزيفة بالكامل، ومن أهم المواقع التي تساعد على التحقق من الصور وتقديم معلومات حولها هي:
Tineye, izitru, google images, fotoforensics, Jeffrey’s Image Metadata Viewer.
إضافة إلى محركات بحث تفيد في التحقق من مصادر الصور مثل:
-
التحقق من مقاطع الفيديو
يُعتبر التحقق من محتوى الفيديوهات عملية معقدة لسهولة التلاعب فيها، ويوجد بعض المواقع والأدوات المجانية التي تساعد على فحص بيانات الفيديو وتقديم معلومات حول مصدرها وكيف تم تداولها على مواقع الإنترنت، ومنها:
موقع WatchFramebyFrame وموقع Extract Meta Data وموقع Youtube DataViewer
كما يمكن الاستعانة بخدمة الخرائط “Google earth” لتحديد الأمكنة الموجودة في الفيديو، وتحليلها.
وللحصول على معلومات إضافية يمكن أخذ صور ثابتة من الفيديو باستعمال تقنية “Screenshot” والتحري عنها في محركات البحث عن الصور.[4]
اليوم العالمي للتحقق من الأخبار على الإنترنت:
منذ عام 2016 اختير يوم 2 نيسان/ أبريل ليكون اليوم العالمي للتحقق من الأخبار على الإنترنت، وهو اليوم الذي يلي “كذبة نيسان”، وتدعم “الشبكة الدولية لتقصي الحقائق” بالشراكة مع منظمات التحري عن الحقائق في جميع أنحاء العالم، هذا اليوم، وفيه يشارك الناشطون والعاملون في مجال الصحافة نصائح حول كيفية التمييز بين الأخبار الصادقة والكاذبة، خاصة على وسائل التواصل الاجتماعي. |
-
نصائح تقنية للتحقق من مصداقية الخبر المنشور على شبكة الإنترنت
-
- وضع عنوان الخبر في محرك البحث للتأكد من العثور على أخبار أخرى تؤكده، وفي حال عدم تناول مواقع أخرى للخبر يمكن ترجيح عدم صحته.[5]
- قراءة الخبر كاملاً لأخذ تصور عنه، وعدم الاقتصار على قراءة العنوان الذي قد لا يتطابق مع المحتوى، إذ إن إحدى أسهل الطرق لخداع الناس هي العناوين البراقة، وبحسب موقع “بيزنيس إنسايدر”، فإن 59% فقط من المواد المنشورة على موقع “تويتر” تم النقر عليها وقراءتها، بينما يتلقى الكثير من المستخدمين معلوماتهم وأخبارهم ويشاركونها على أساس العنوان فقط.[6]
- التحقق من زمن نشر الخبر وهل هو حديث بالفعل أم أنه قديم وتمت إعادة نشره بغرض التزييف.
- التحقق من رابط الخبر “URL” إذ يجب أن يملك الاسم المماثل للمؤسسة الإعلامية التي نشرته، مع انتهائه بنطاقات شهيرة مثل: com. و .org [7]
- التحقق من كاتب الخبر عبر جمع المزيد من المعلومات عن هويته ومنشوراته السابقة وحساباته على مواقع التواصل الاجتماعي.
- التحقق من مصادر الخبر التي يجب أن تكون موثوقة ويمكن الرجوع إليها، مثل البيانات الرسمية والوثائق والإحصائيات الحكومية.
- ملاحظة احترافية تحرير الخبر والتدقيق في نوعية الكتابة وجودتها ومدى احتوائها على أخطاء إملائية أو قواعدية.[8]
- معرفة المزيد عن الوسيلة الإعلامية التي نشرت الخبر، والتأكد أنها ليست وهمية عبر زيارة موقعها الإلكتروني، والتعرف على زاوية “من نحن” أو “اتصل بنا”.[9]
[1] “طرق وأدوات مهمة للتحقق من الصور والأخبار والفيديوهات على الشبكات والمواقع”، شبكة الصحفيين الدوليين. 23 نيسان/ أبريل 2018. (آخر زيارة للرابط: 8 شباط/فبراير 2020). http://bit.ly/3bnqrcJ.
[2] “ما هي الأخبار المزيفة؟ وماهي فئاتها ومصادرها؟ تعرف على الأدوات والطرق الفعالة لتمييزها وكشفها”، CyberArabs، 19 شباط/فبراير 2019. (آخر زيارة للرابط: 8 شباط/فبراير 2020). http://bit.ly/379tySw.
[3] “Here’s how to outsmart fake news in your Facebook feed”, CNN, November 18, 2016, Last visit 8 February 2020, https://edition.cnn.com/2016/11/18/tech/how-to-spot-fake-misleading-news-trnd/index.html.
[4] “مبادرات لمواجهة الأخبار الكاذبة على مواقع التواصل الإجتماعي”، شبكة الصحفيين الدوليين، 12 حزيران/يونيو 2019. (آخر زيارة للرابط: 8 شباط/فبراير 2020). http://bit.ly/2UE6NUa.
[5] “بيوم التحقق العالمي.. اكتشف الأخبار الزائفة خطوة بخطوة”، الجزيرة نت، 2 نيسان/أبريل 2018. (آخر زيارة للرابط: 8 شباط/فبراير 2020). http://bit.ly/2SclJr2.
[6] “تعرف على الخطوات الـ7 للتحقق من مصداقية أخبار الإنترنت”، عربي 21، 4 آذار/مارس 2017. (آخر زيارة للرابط: 8 شباط/فبراير 2020). http://bit.ly/2OEZhnX.
[7] “دليلك الشامل للتحقق من الأخبار الكاذبة على فيسبوك”، إضاءات، 21 تشرين الثاني/نوفمبر 2016. (آخر زيارة للرابط: 9 شباط/فبراير 2020). https://www.ida2at.com/comprehensive-guide-to-verify-false-news-on-facebook/.
[8] “ما هي الأخبار المزيفة؟ وماهي فئاتها ومصادرها؟ تعرف على الأدوات والطرق الفعالة لتمييزها وكشفها”، CyberArabs، 19 شباط/فبراير 2019. (آخر زيارة للرابط: 8 شباط/فبراير 2020). http://bit.ly/379tySw.
[9] المصدر السابق نفسه.