الرئيسية صحافة حقوق الإنسان إدلب: مقتل طفلين وشاب برصاص الجندرما التركية في بدايات 2021

إدلب: مقتل طفلين وشاب برصاص الجندرما التركية في بدايات 2021

أطلق حرس الحدود التركي النار بشكل مباشر على طفل يلعب في مزرعة عائلته داخل الأراضي السورية وعلى طفل وشاب آخرين حاولا العبور إلى تركيا بطريقة غير شرعية

بواسطة communication
489 مشاهدة تحميل كملف PDF هذا المنشور متوفر أيضاً باللغة: الإنجليزية حجم الخط ع ع ع

وثقت “سوريون من أجل الحقيقة والعدالة” مقتل طفلين وشاب برصاص حرس الحدود التركي خلال شهري كانون الثاني/يناير وشباط/فبراير 2021، حيث قامت الجندرمة بإطلاق النار مباشرة على طفل أثناء تواجده في مزرعة عائلته ضمن الأراضي السورية، دون معرفة السبب المباشر لذلك الاستهداف، في حين قتل طفل وشاب أثناء محاولتهم العبور بطريقة غير شرعية إلى داخل الأراضي التركية.

وكان مركز توثيق الانتهاكات في سوريا قد وثق مقتل 16 شخصاً خلال العام 2020، برصاص حرس الحدود التركي من ضمنهم 5 أطفال وامرأة (انظر الملحق 1)، كما سبق أن أعدت “سوريون” تقارير حول عمليات قتل مشابهة وأبرز طرق التهريب المتبعة في عام 2019.[1]

  1. مقتل طفل داخل الأراضي السورية برصاص الجندرما:

بتاريخ 10 شباط/فبراير 2021، أطلق حرس الحدود التركي الرصاص بشكل مباشر على مزارع وحفيدَيه أثناء عملهم في مزرعتهم الواقعة قرب الحدود مع تركيا في قرية “العدناني” بريف جسر الشغور غرب مدينة إدلب، ما أدى لمقتل أحد أحفاده واسمه الطفل “يزن باكير” مباشرة بعد إصابته برصاص في المنطقة العليا من جسمه. وقال جد الطفل المتوفى لمنظمة سوريون من أجل الحقيقة والعدالة في إفادته المتعلقة بالحادثة ما يلي:

“أنا أملك أرضا زراعية قرب الحدود مع تركيا مساحتها 800 متر، في ذلك اليوم 10 شباط، كنت أعمل بالأرض وأقلّم أشجار المشمش وكان معي حفيداي يلعبون ويساعدوني قليلاً، وبعد فترة الظهيرة سمعت صوت إطلاق نار وبدأ حفيداي بالصراخ حيث انفجرت الرصاصات قربهم على الأرض، ومباشرة توجهت إليهما وانطلقنا مباشرة سيراً على الأقدام لمغادرة المزرعة نحو المنزل وسرنا بعكس اتجاه الحدود التركية مبتعدين عن المزرعة، وبعدما سرنا نحو عشرة أمتار أطلق حرس الحدود التركي الرصاص مرة أخرى وفجأة سقط حفيدي يزن على الأرض وبدأت الدماء تسيل منه، وعندما اقتربت منه، اكتشفتُ أنّه أصيب بطلق نار ناري تحت منطقة الإبط الأيمين وخرجت الرصاصة من الجانب الأيسر في صدره، هنا شعرت بصدمة كبيرة وبدأت بالصراخ لطلب النجدة من جيراني في المزرعة المجاورة، وعندها بدأ جسم حفيدي يزن المصاب بالارتجاف ومن ثم غاب عن الوعي، ونقلناه مباشرة بمساعدة جيراني إلى مشفى القنية شمال مدينة جسر الشعور حيث تبعد عن المزرعة نحو 20 كم، وأدخله الأطباء إلى غرفة العناية المركزة لكن الطبيب خرج وأخبرني بأني حفيدي توفى نتيجة الإصابة التي أصيب بها.”

وتابع الجدّ:

“هذه الحادثة لم تكن غير مقصودة من الجنود الأتراك، بل كان إطلاق النار بشكل مباشر علينا، يتصرف الجنود الأتراك على الحدود بعدوانية واستهتار، فقد حرمنا من الذهاب إلى أراضينا بسبب إطلاقهم النار بشكل مستمر”.

لم يكن يزن باكير الطفل الأول الذي يقتل أو يصاب على يد قوات حرس الحدود التركي. ففي العام 2018 أصيب الطفلان بشار ذ. ذو العشرة أعوام وعبد الكريم ن. ذو الأحد عشر عاماً بنيران جندرما الحدود بينما كانا يلعبان أمام منزليهما. وفي الوقت الذي كان فيه الأخيران يتماثلان للشفاء، قتلت القوات ذاتها الطفل ابراهيم ب. البالغ من العمر سبعة عشر عاماً أثناء توجهه إلى عمله. ورغم تكرر حوادث وقوع ضحايا من الأطفال لم يصدر إلى يوم أي تصريح رسمي من قبل تركيا يدين هذه الحوادث التي ارتكبتها قوات حدودها بما فيها الواقعة الأخيرة لقتل الطفل يزن باكير مع غياب تام لمحاسبة المسؤولين عن هذه الاعتداءات.

صورة رقم (1) – صورة للطفل المتوفى “يزن باكير” حيث قتل يوم 10 شباط/فبراير 2021 برصاص حرس الحدود التركي. مصادر محلية.

  1. مقتل طفل وشاب أثناء محاولة العبور إلى تركيا:

وعلى الرغم من إجراءات الردع الصارمة التي تتخذها تركيا يواصل المواطنون السوريون محاولاتهم لعبور الشريط الحدودي على أمل الحصول على ظروف معيشية أفضل في تركيا على الصعيدين الاقتصادي والأمني. فبينما يفر السوريون من مناطق سيطرة الحكومة السورية خوفاً من الملاحقات الأمنية، يخاطر المدنيون في مناطق سيطرة المعارضة بحياتهم ليعبروا الحدود هرباً من الفقر وندرة فرص العمل أو من القصف الذي تتعرض له مناطقهم على يد قوات النظام وحلفائهم الروس. وجراء محاولاتهم هذه يتعرض السوريون للضرب والتعذيب وحتى للقتل على يد حرس الحدود التركي.

بتاريخ 3 شباط/فبراير 2021، قتل الطفل مصطفى البكرو 17 عاماً، من “قرية حيلا” نتيجة إطلاق نار بشكل مباشر من الجيش التركي أُثناء محاولته الدخول بطريقة غير شرعية إلى الأراضي التركية. وقال مصدر مقرّب من عائلة الطفل لسوريون من أجل الحقيقة والعدالة حول الحادثة ما يلي:

“ينحدر مصطفى من عائلة فقيرة، وبسبب الأوضاع الاقصتادية السيئة، قرر أن يدخل تركيا للعمل ليعين أهله وذويه، وفي يوم 3 شباط/فبراير، غادر قرية حيلا متوجها نحو مدينة حارم في إدلب بعدما اتفق مع أشخاص على الدخول إلى تركيا عبر معبر خربة الجوز، لكنه تفاجئ بأن الدخول إلى تركيا سيكون ليلاً وبطريقة غير شرعية، حيث سار مع المهرب وأشخاص آخرين في منطقة أحراش جبلية قرب خربة الجوز ودخلوا الأراضي التركية، وحينها بدأ الجيش التركي بإطلاق النار عليهم حيث أصيب مصطفى برصاصة مباشرة في القلب وتوفي فوراً وهرب الشبّان الآخرون والمهرب الذين كانوا معه، ومن ثم سحب الجنود الأتراك جثته وسلموها لمعبر باب الهوى، والأخير تواصل مع المسؤولين في قريتنا وسلمهم جثة الشاب، حيث قام أهله بدفنها في القرية”.

14 كانون الثاني/يناير 2021، حاول الشاب “أحمد محمود الحسن” (ينحدر من قرية رسم الصهريج بريف حلب الجنوبي) العبور إلى تركيا من منطقة حارم وقام حرس الحدود بإطلاق النار عليه وقتله قبل بلوغه الجدار الحدودي، وقام الشبان الذين كانوا معه بتبليغ ذويه بمقتله وتم دفن جثته داخل الأراضي السوريةـ بحسب شهود ومصادر قريبة من عائلته.

صورة رقم (2) – صورة للشاب أحمد محمود الحسن الذي قتل برصاص حرس الحدود التركي يوم 14 كانون الثاني/يناير 2021.

وفي سياق متصل، أكد ناشطون محليون التقتهم “سوريون” أن القوات التركية قامت بتفجير عدة أنفاق مستخدمة في التهريب ممتدة على طول 400 متر تحت الجدار الحدودي بين قرى الدرية وعين البيضاء وتركيا.

وبحسب الناشطين فإن أول عملية تفجير تمت مساء يوم 31 كانون الثاني/يناير 2021، حيث وقعت 3 انفجارات لم يعرف مصدرها، وتبين لاحقاً من خلال بعض المهربين أن القوات التركية قامت بتفجير 3 أنفاق كانوا يستخدمونها، في حين تم تفجير نفق رابع يبلغ طوله 150 متر وذلك يوم 19 شباط/فبراير في قرية عين البيضاء قرب بلدة بداما.

لقراءة التقرير كاملاً وبصيغة ملف PDF يُرجى الضغط هنا.

 

 

[1] “استمرار سقوط قتلى برصاص الجندرما التركية على الحدود السورية”. سوريون من اجل الحقيقة والعدالة. 11 تشرين الثاني/نوفمبر 2019. آخر زيارة للرابط بتاريخ 22 شباط/فبراير 2021. https://stj-sy.org/ar/%d8%a7%d8%b3%d8%aa%d9%85%d8%b1%d8%a7%d8%b1-%d8%b3%d9%82%d9%88%d8%b7-%d9%82%d8%aa%d9%84%d9%89-%d8%a8%d8%b1%d8%b5%d8%a7%d8%b5-%d8%a7%d9%84%d8%ac%d9%86%d8%af%d8%b1%d9%85%d8%a7-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d8%b1/

منشورات ذات صلة

اترك تعليقاً

* By using this form you agree with the storage and handling of your data by this website.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك عدم المشاركة إذا كنت ترغب في ذلك. موافق إقرأ المزيد