بعد ورود معلومات حول وجود “مبادرات فردية” من قبل قادة ومقاتلين في فصائل الجيش الوطني/المعارض بالذهاب للقتال إلى جانب أوكرانيا في حربها ضدّ روسيا، والذي رصدته “سوريون من أجل الحقيقة والعدالة” في تقريرها المنشور بتاريخ 4 آذار/مارس 2022، حصلت “سوريون من أجل الحقيقة والعدالة” على معلومات وتفاصيل جديدة تؤكد قيام عدّة فصائل وأبرزها “فرقة السلطان مراد” التي يقودها “فهيم عيسى”، بتسجيل أسماء مئات المقاتلين الراغبين بالقتال في أوكرانيا.
وتحدثت “سوريون من أجل الحقيقة” مع ثلاثة مقاتلين قاموا بالفعل بتسجيل أسمائهم، إضافة إلى قيادي من الصف الأول في “الفيلق الأول” ضمن مرتبات الجيش الوطني، والذي أكّد أنه تم بالفعل تسجيل نحو 900 إلى 1000 اسم، دون الحصول على الموافقة التركية النهائية لبدء عمليات النقل، خاصة لهؤلاء المقاتلين من ذوي الخبرات القتالية العالية.
-
طبيعة الدور التركي في عملية تجنيد المقاتلين:
على الرغم من الموقف التركي المعلن من الغزو الروسي لأوكرانيا، ورغبتهم في مسك “العصا من المنتصف”، وإبلاغ السلطات التركية، في بداية الحرب الروسية على أوكرانيا، لعدد من قادة فصائل المعارضة عدم نيتهم رعاية أو دعم إرسال أي مقاتل إلى أوكرانيا بشكل رسمي، فإنّ عمليات التسجيل للذهاب إلى أوكرانيا قد بدأت بالفعل وتم تسجيل قرابة ألف مقاتل، ولكن هذه المرة بعلم مباشر من السلطات التركية التي لم تطلب وقف عملية التسجيل ولم تبدِ اعتراضاً عليها.
المصدر الذي تحدثت مع “سوريون من أجل الحقيقة” في منتصف شهر آذار/مارسى 2022، وهو ضابط من الصف الأول في “الفيلق الأول” ومقرب من السلطات التركية وقواتها المتواجدة في سوريا، قال ما يلي:
“الأتراك يعلمون أن الفصائل تقوم بتسجيل أسماء المقاتلين، هناك أوامر تركية غير مباشرة لبعض الفصائل باستقطاب المقاتلين ذوي الخبر باستخدام الأسلحة الثقيلة في المرحلة الأولى. أيضاً تمّ التحدث عن الحاجة إلى 1300 مقاتل حالياً، وأنهم سوف يقسمون على مجموعات، كل دفعة منهم سوف تضمّ 210 مقاتل لنقلهم في وقت ما لاحقاً.”
وتابع:
“ليس هناك رحلات حالياً وليس هناك وقت محدد لنقل المقاتلين، لغاية الآن لا يوجد موافقة كلية من الأتراك ولا رفض كلي، مازال الأمر في طور المناقشات، وقد علمنا أن هناك دولاً أوربية ستتكفل بمهمة نقل المقاتلين مع بقاء الإشراف التركي عليهم.”
ومن جانبهم، يتداول المقاتلون الذين سجلوا أسمائهم معلومات تفيد بأن الحكومة الأوكرانية ستتولى دفع أجورهم الشهرية والتي تبلغ 1200 دولار أمريكي للشهر الواحد ومدّة (العقد) المهمة القتالية 6 أشهر، وقال المقاتلون الثلاثة الذين التقتهم “سوريون من أجل الحقيقة” أن السلطات الأوكرانية ستدفع المبالغ المالية لتركيا والتي سوف تقدمها كمنحة لفصائل الجيش الوطني.
-
تفاصيل حول عملية التسجيل -الشروط والامتيازات:
تعرض “سوريون من أجل الحقيقة” في هذه الفقرة، شهادات حصلت عليها من ثلاثة مقاتلين سجلوا أسمائهم للقتال في أوكرانيا خلال شهر آذار/مارس 2022، في مناطق أعزاز وشيخ الحديد ومدينة عفرين، وذلك ضمن “فرقة السلطان مراد” و”اللواء 213″ و”الفيلق الثالث”، وتورد الشهادات كما جاءت من الشهود دون اقتطاع:
المصدر الأول، قام بتسجيل اسمه في مدينة أعزاز، قال في شهادته ما يلي:
“في بداية شهر آذار قمت بتسجيل اسمي لدى مكتب شخص اسمه (سراج الدين العمر) في الفيلق الثالث، وكان قد أخبرني بأنهم يطلبون بالإضافة للمقاتلين، إعلاميين حربيين لمرافقة مقاتلي المعارضة السورية إلى أوكرانيا. وبالفعل قدمت الطلب الذي تضمن المعلومات الشخصية ونماذج من أعمالي في تغطية المعارك والخبرات القتالية ونوع السلاح الذي أجيد استخدامه.”
وتابع:
“لقد أخبروني أيضاً، أن هنالك منحة مخصصة للمراسلين الحربين مقدمة من حكومة أوروبية انخرطت بشكل كبير في النزاع السوري، ولم يبلغني أحد بأي تفاصيل تتعلق بالأجر المالي بعد.”
المصدر الثاني، مقاتل في أحد الفصائل المعارضة كان قد قاتل في ليبيا سابقاً، يقيم في منطقة عفرين، قال في شهادته ما يلي:
“بدء التسجيل في الأسبوع الأول من شهر آذار عند الملازم (عرابة إدريس) قائد اللواء 213، وهو ابن شقيق (سليم إدريس) وزير الدفاع السابق في الحكومة السورية المؤقتة/المعارضة، لم يطلب مني الكثير من الأوراق كوني قاتلت سابقاً في ليبيا، وأخبرني أن الراتب 1200 دولار ومدة المهمة 6 أشهر، لم يتم تحديد موعد الانطلاق حتى الآن.”
الشاهد الثالث، مقاتل في أحد الفصائل كان قد قاتل في ليبيا سابقاً، يقيم في بلدة شيخ الحديد في منطقة عفرين، قال في شهادته ما يلي:
“بدأ التسجيل في بداية شهر آذار عند مسؤول في ذاتية السلطان مراد واسمه (محمد أبو أحمد نور) وأخبرونا أن الانطلاق سيكون خلال أسبوعين، كان هناك إقبال كبير من الشباب على التسجيل، خصوصاً بعد أن أعلن سهيل أبو التاو أنه تواصل مع السفارة الأوكرانية.”
وتابع:
“تسجيل الأسماء متاح فقط للأشخاص الذين لديهم خبرات في استخدام السلاح الثقيل والذين سبقوا أن خاضوا معارك، قمت بتعبئة الطلب وكتبت فيه الخبرات القتالية والأماكن التي قاتلت فيها وتحت إمرة أي قيادي، ونوع السلاح الذي أتقن استخدامه، وإذا ما كنت قد قاتلت في أذربيجان وليبيا أم لا، أيضاً طلبوا مني شهادة حسن سلوك واسم قائدين يكونان مرجعاً للتزكية.”
3 التعليقات
[…] جاء رداً على تقرير حقوقي نشرته منظمة “سوريون من أجل الحقيقة والعدالة“، أمس الأربعاء، وقالت فيه إن “الفصائل تقوم […]
[…] stj-sy[6] عبر واتس آب[7] عبر واتس آب.[8] stj-sy[9] […]
[…] السوري، يتعلق بنشر مقاتلين في أوكرانيا، وقد أفادت تقارير بالبدء في تسجيل أسماء ممن يرغبون بالقتال في أوكرانيا […]