الرئيسية الأمن الرقمي التنمر الإلكتروني وخطاب الكراهية في تزايد.. ما هي الأسباب والنتائج؟

التنمر الإلكتروني وخطاب الكراهية في تزايد.. ما هي الأسباب والنتائج؟

نصائح عملية لتجنب التنمر الإلكتروني وعلاج آثاره

بواسطة bassamalahmed
1.9K مشاهدة تحميل كملف PDF حجم الخط ع ع ع

أسهم انتشار الإنترنت والكم الكبير من وسائل التواصل الاجتماعي إلى تفشي ظاهرتي “التنمر الإلكتروني” و “خطاب الكراهية” بشكل غير مسبوق، خاصة مع بلوغ عدد من يتصلون بالإنترنت في العالم إلى 4.34 مليار شخص،[1] وهو ما فتح المجال أمام كثيرين لاستغلال منصات التواصل في ممارسة أفعالهم ضد أفراد أو مجموعات من خلال اتباع سياسة التهديد والتخويف والاستهزاء والتقليل من الشأن بشكل متعمد وعدائي.

شهدت العنصرية وخطاب الكراهية تزايداً ملحوظاً في جميع أنحاء العالم، رغم مساعي فرض الرقابة والتقييد لمساحة التعبير عن الرأي الكبيرة التي أتاحتها وسائل التواصل الاجتماعي من قبل الشركات التي تديرها، وقد استُخدم محتوى هذه المواقع في كثير من الأحيان لقمع الأقليات، وكان سبباً في تفاقم أعمال العنف الناجمة عن خطاب الكراهية.

مع ازدياد مرتادي الشبكة العنكبوتية، وجدت الجماعات التي تسعى لنشر خطاب الكراهية المكان والمساحة لتنظيم نفسها وتجنيد أعضاء جدد، والترويج لأعمالها لدى جمهور أوسع.

لاحظ علماء الاجتماع في كثير من البلدان كيف كانت منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي، وخطابات نشرت عبر المواقع الإلكترونية سبباً لأعمال العنف. فعلى سبيل المثال:

  • وجد الخبراء في ألمانيا علاقة مباشرة بين منشورات لحزب “البديل” الألماني المتطرف ضد اللاجئين والهجمات عليهم، فقد لاحظ الباحثان “كارستن مولر” و “كارلو شوارز” أن ازدياد عمليات الاعتداء والحرق العمد وغيرها سبقها منشورات تروج لخطاب الكراهية.[2]
  • وفي “ميانمار” عمل قوميون بوذيون وقادة عسكريون على التحريض ضد أقلية “الروهينغا” المسلمة قبل وخلال حملات التطهير العرقي بحقها، وادعوا أنها قد تحل قريباً محل الأغلبية البوذية، رغم أن نسبتهم لا تزيد عن 2% من مجموع السكان، وأشارت بعثة تقصي الحقائق التابعة للأمم المتحدة، إلى استخدام المحرضين موقع “فيسبوك” كأداة لنشر خطاب الكراهية ضد الروهينغا.

جاء في المادة الثالثة من اتفاقية “منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها” لعام 1948، أن “التحريض المباشر والعلني على ارتكاب الإبادة الجماعية هو جريمة”.

وعلى هذا الأساس أدين اثنان من المديرين التنفيذيين لوسائل الإعلام، خلال المحكمة الجنائية الدولية لرواندا.[3]

 

  • وسائل التنمر الإلكتروني:

يعدّ “التنمر الإلكتروني” أحد أخطر أنواع التنمر، لكون الفاعل فيه مجهول الهوية في معظم الأحيان، إذ يمكن أن يستخدم اسم مستعار ومعلومات شخصية مغلوطة ما يجعل من الصعب على الضحية التعرف إليه، كما أنه من السهل انتشار المواد التي يستخدمها ضد الضحية بشكل كبير وسريع.

وقد يمارس المتنمر فعلته من خلال إرسال الرسائل عبر التطبيقات المختلفة، وشبكات التواصل الاجتماعي، وغرف الدردشة، والمدونات، وألعاب الإنترنت.

ومن الأمثلة على أشكال التنمر الإلكتروني:
    • السخرية وبث رسائل عنصرية عبر الرسائل الخاصة أو التعليقات في وسائل التواصل الاجتماعي.
    • التعليقات غير اللائقة على الصور الشخصية والفيديوهات وتداولها من غير إذن صاحبها.[4]
    • الإعجاب بالتعليقات المسيئة والصور والتغريدات التي ينشرها المتنمرون وإعادة تداولها.
    • تعديل الصور ونشر الشائعات عن الضحية بهدف إساءة سمعته.
    • انتحال الشخصية وإرسال رسائل تهديد وابتزاز للضحية من مصدر مجهول.
    • التجسس واختراق خصوصية الضحية، وتسريب معلومات خاصة عنه.
    • الاتصال الهاتفي من طرف مجهول بهدف نشر معلومات مزيفة وتشويه صورة الضحية.[5]

لا يجوز تعريض أحد لتدخل تعسفي في حياته الخاصة أو في شؤون أسرته أو مسكنه أو مراسلاته، ولا لحملات تمس شرفه وسمعته. ولكل شخص حق في أن يحميه القانون من مثل ذلك التدخل أو تلك الحملات.

“المادة 12 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان”

  • الأضرار الناجمة عن التنمر الإلكتروني:

يُخلّف “التنمر الإلكتروني” أضراراً كبيرة تختلف درجاتها تبعًا لعمر الضحية وخبراته الحياتية وقدرته في السيطرة على ردود أفعاله.  ومن هذه الأضرار:

  1. الإيذاء النفسي للضحية والذي قد يصل به إلى الانتحار في بعض الأحيان.
  2. انعكاس انشغاله بما يتعرض له من مضايقات على عمله ومستواه الدراسي.
  3. فقدان الثقة بالنفس والرغبة بالانعزال عن المجتمع المحيط.
  4. اختراق حسابات الضحية أو هاتفه المحمول.
  5. خسارة الضحية بيانات وملفات هامة.
  • رأي اختصاصية في علم النفس:

اختصاصية الدعم النفسي الاجتماعي “سماح سالمة” تحدثت لـ “سوريون من أجل الحقيقة والعدالة” عن الدوافع وراء ممارسة البعض للتنمر الإلكتروني، وكيفية التعافي من آثاره النفسية، والتعامل مع الأطفال الذين يتعرضون له.

    • ما هي أسباب التنمر الإلكتروني؟

أشارت “سالمة” إلى أن البعض قد يلجأ لممارسة التنمر الإلكتروني، في محاولة للسيطرة على الآخرين والتحكم بهم، أو بدافع الغيرة وقصد الإيذاء خاصةً في ظل كون المتنمر غير معروف الهوية بالنسبة للضحية، إلى جانب إدمان المتنمر على تكرار السلوكيات العدوانية، وأضافت أن ضعف القوانين الضابطة لسلوك التنمر يسهم أيضًا في وجود هذا السلوك أو تكراره.

    • ما هي سبل علاج آثاره؟

أما عن سبل علاج الآثار النفسية الناجمة عن التعرض للتنمر، فأوضحت “سالمة” أنه يجب العمل على تعزيز الثقة واحترام الذات لدى الضحية، ومساعدته على المشاركة في الأنشطة المجتمعية التي تسهم ببناء الصداقات وتحسين المهارات الاجتماعية، ويُفضّل أن يلجأ الضحية إلى العلاج النفسي في حال وجود أعراض عاطفية كبيرة لديه تعيق قدرته على العمل والإنجاز.

    • الأطفال والتنمر الإلكتروني

أما فيما يتعلق بتعرض الأطفال للتنمر أكدت “سالمة” أنه يتوجب على الأهل مراقبة سلوك أبنائهم والانتباه إلى أي تغييرات قد تطرأ على أدائهم، لمعرفة إن كانوا قد تعرضوا للتنمر الإلكتروني، إلى جانب ظهور علامات مثل: الكوابيس والأحلام المزعجة، إهمال الواجبات المدرسية، الشرود وعدم التركيز، العزلة الاجتماعية والانسحاب من الأنشطة التي كانت محببة لديهم، التغير في عادات الأكل، إضافة للمعاناة من الخوف والقلق، وظهور علامات الغضب.

    • كيف يتصرف الأهل؟

وحول كيفية تعامل الأهل مع الطفل الذي تعرض للتنمر، قالت “سالمة” إنه يتوجب عليهم بداية إشعار طفلهم بالأمان والدعم، والابتعاد عن لومه أو توجيه النقد له، وتعزيز ثقته بنفسه من خلال توعيته حول ما تعرض له وتزويده بطرق التحصين اللازمة لتجنب تكرار هذه المواقف مستقبلًا، وفتح باب الحوار معه، إلى جانب استشارة مختصين نفسيين لتوعيته حول طرق التعامل الصحيحة في هذه المواقف.

  • نصائح لتجنب التعرض للتنمر الإلكتروني:

  1. عدم التجاوب مع أي شخص يحاول استدراجك وتهديدك وحظره على الفور.
  2. إبلاغ الأشخاص المقربين عن التعرض لأي سلوك مؤذٍ على الإنترنت.
  3. تجنب مشاركة المعلومات الشخصية وتفاصيل الحياة الخاصة مع الغرباء.
  4. عدم فتح الرسائل والروابط المشبوهة لتجنب عمليات الاختراق.
  5. وضع كلمات سر قوية للأجهزة والحسابات وتجنب مشاركتها مع أحد.
  6. وضع ملصق على الكاميرا الخاصة بجهازك تحسباً لأي اختراق.

يمكنكم الإطلاع على دليل “خطوات عملية في الحماية الرقمية” للمزيد من النصائح والإرشادات حول الأمن الرقمي

[1] ” الإنترنت في الشرق الأوسط.. حقائق وأرقام”. موقع قناة الحرّة. 6 شباط/فبراير 2019. (آخر زيارة للرابط 8 شباط/فبراير 2020). https://tinyurl.com/wnbe2u6

[2]Hate Speech on Social Media: Global Comparisons”,council foriegn relations,7 june 2019. Last visited, February 7, 2020. https://www.cfr.org/backgrounder/hate-speech-social-media-global-comparisons

[3]  Ibid.

[4] “التنمّر الإلكتروني – مبادرة العطاء الرقمي”. (آخر زيارة للرابط 7 شباط/فبراير 2020). https://attaa.sa/cyberbullying

[5]“ما هو التنمر الإلكتروني ، وسائله، و أساليب علاجه؟”، موقع تعليم جديد، 28 آذار/ مارس 2019. (آخر زيارة للرابط 7 شباط/فبراير 2020). http://bit.ly/2HdEeoo

منشورات ذات صلة

اترك تعليقاً

* By using this form you agree with the storage and handling of your data by this website.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك عدم المشاركة إذا كنت ترغب في ذلك. موافق إقرأ المزيد